ادن فكل. فلما أكلا و فرغا قال: أنا رسولسارية بن زنيم يا أمير المؤمنين. قال:مرحبا و أهلا. فأدناه حتى مسّت ركبته ركبتهثم سأله عن [المسلمين، ثم سأله عن] (1)سارية بن زنيم، فأخبره بقصّة الدّرج (2)،فنظر إليه ثم صاح به: لا، و لا كرامة حتىتقدم على ذلك الجند فتقسمه (3) بينهم. فطرده.فقال: يا أمير المؤمنين، إني قد أنضيتإبلي، و استقرضت على جائزتي، فأعطني ماأتبلّغ به، فما زال [به] (4) حتى أبدلهبعيرا ببعيره من إبل الصدقة، و أخذ بعيرهفأدخله في إبل الصدقة، و رجع الرسولمحروما حتى دخل البصرة، قد سأله أهلالمدينة عن سارية، و عن الفتح، و هل سمعواشيئا يوم الوقعة؟ فقال: نعم، سمعنا «ياسارية الجبل» و قد كدنا نهلك فألجأناإليه، ففتح الله علينا.
[أخبرنا محمد بن أبي طاهر قال: أنبأناالحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا ابنحيويه قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال:أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدّثنا محمدبن سعد قال: أخبرنا محمد بن عمر قال:] (5)حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه [وأبي سليمان، عن يعقوب قالا]: خرج عمر بنالخطاب يوم الجمعة إلى الصلاة، فصعد إلىالمنبر، ثم صاح: يا سارية بن زنيم، الجبل.يا سارية بن زنيم، الجبل، ظلم من استرعىالذئب الغنم. ثم خطب حتى فرغ فجاء كتابسارية بن زنيم إلى عمر أن الله فتح علينايوم الجمعة لساعة كذا و كذا- لتلك الساعةالتي خرج فيها عمر، فتكلم على المنبر- قالسارية: سمعت صوتا «يا سارية بن زنيم الجبل،ظلم من استرعى الذئب الغنم»، فعلوتبأصحابي الجبل، و نحن قبل ذلك في بطن واديو نحن محاصرو العدوّ، و فتح الله علينا.فقيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما ذلكالكلام؟ فقال: و الله ما ألقيت له إلابشيء أتى على لساني.
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. (2) الدرج: سفيط صغير. (3) في الأصل: «فيقسمه». (4) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. (5) في الأصل: «روى المؤلف بإسناده عن أسامةبن زيد ...».