منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 328
نمايش فراداده

ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

232- عمر بن الخطاب (1).

جرحه أبو لؤلؤة- و اسمه: فيروز:- فبقي ثلاثايصلي في ثيابه التي جرح فيها، و توفي فصلىعليه صهيب. و ولد لعلي بن أبي طالب ليلة ماتعمر رضي الله ولد فسمّاه عمر. و ولد لعثمانتلك الليلة ولد فسمّاه عمر. و ولد لعبيدالله بن معمر التيمي ولد فسمّاه عمر.

[أخبرنا الأول قال: أخبرنا ابن المظفر قال:أخبرنا ابن أعين قال: حدّثنا الفربري قال:حدّثنا البخاري قال: حدّثنا موسى بنإسماعيل قال: حدّثنا أبو عوانة، عن حصين‏](2)، عن عمرو بن ميمون قال: [إني‏] (3) لقائمما بيني و بين عمر إلا ابن عباس غداة أصيب،فكان إذا مرّ بين الصفين قال: استووا. حتىإذا لم ير فيهن ظلا تقدم، فكبروا، و ربماقرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك فيالركعة الأولى، حتى يجتمع الناس، فما هوإلا أن كبّر فسمعته يقول: قتلني- أو: أكلني-الكلب حين طعنه، فطار العلج بسكّين ذاتطرفين، لا يمر على أحد يمينا و لا شمالاإلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهمسبعة. فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرحعليه برنسا، (4) فلما ظنّ العلج أنه مأخوذنحر نفسه. و تناول عمر يد عبد الرحمن بن عوففقدّمه، فمن يلي عمر، فقد رأى الّذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنّهم لا يدرون غيرأنهم قد فقدوا صوت عمر و هم يقولون: سبحانالله، سبحان الله. فصلى بهم عبد الرحمنصلاة خفيفة، فلما انصرفوا قال: يا ابنعباس، انظر من قتلني؟ فجال ساعة ثم جاءفقال:

غلام المغيرة. قال: الصّنع؟ قال: نعم. قال:قاتله الله، لقد أمرت به معروفا، الحمدللَّه الّذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدّعيالإسلام.

قال: فانطلقنا معه، و كأن الناس لم تصبهممصيبة قبل يومئذ. فقائل يقول: لا بأس‏

(1) تاريخ الطبري 4/ 190- 241. و البداية والنهاية 7/ 147- 155. و الكامل 2/ 449- 458.

(2) في الأصل: «روى المؤلف بإسناده عنالبخاري بإسناده عن عمرو بن ميمون ...».

(3) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.

(4) في الأصل: «شيئا».