منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و الرهابين: ما رأينا أحدا أشبه بما يوصفمن الحواريين من هذا الرجل. ثم دخل الأردن على بعير، فلما انتهى إلىالأردن أتى على فيض ماء، فأخذت الخيوليمنة و يسرة، فنزل عن بعيره فأخاضه و أخاض،فدنا منه أبو عبيدة، فقال: يا أميرالمؤمنين، إنك في بلاد الأعاجم، و قدساءني ما رأيت من ابتذالك خشية أن يجري ذلكالبطارقة علينا، فسكت حتى دخل، فعمد إلىالمنبر، فأطاف به الناس، فدعا أبا عبيدة،فأقامه أسفل منه، فحمد الله و أثنى عليه، وقال: أيها الناس، إن الله رفعكم و أعزّكمبدينه، فاطلبوا العزّ بالدين و الكرمتعزوا و تتبعكم الدنيا، و لا تطلبوا العزّبغير الدين فتذلوا، و الله لو كنت تقدمتإليك من قبل الآن لنكّلت بك. و رجع عمر إلى المدينة في المحرم سنة سبععشرة- هكذا من رواية سيف. و غيره يقول: كان ذلك في سنة ثلاث و عشرين. [أخبرنا ابن ناصر، أخبرنا أبو الحسين بنالمبارك بن عبد الجبار، أخبرنا أبو الحسينأحمد بن عبد الله الأنماطي، أخبرنا أبوحامد أحمد بن الحسين المروزي، أخبرنا أبوالعباس أحمد بن الحارث بن محمد بن عبدالكريم، حدّثنا الهيثم بن عدي، أخبرنا عبدالله بن عمر، عن نافع،] (1) عن أسلم مولى عمرقال: صنع أرخن الجابية لعمر بن الخطابطعاما في الكنيسة، فطعم عمر، ثم حضرتالصلاة، فصلى عمر بأصحابه في الكنيسة. و في هذه السنة- أعني سنة ثلاث و عشرين- كانعامل عمر على مكة نافع بن عبد اللهالخزاعي- و قيل: ابن عبد الحارث، و هوالأصلح (2)- و على الطائف سفيان بن عبد اللهالثقفي، و على صنعاء يعلى بن أمية، و علىحمص عمير بن سعد، و على الكوفة المغيرة بنشعبة، و على البصرة أبو موسى، و على مصرعمرو بن العاص، و على دمشق معاوية بن أبيسفيان، و على البحرين و ما حولها عثمان (3).