السّواد، يقال [لها]: بانقيا و باروسما وأليس، فصالحه أهلها، و كان الّذي صالحهعليها ابن صلوبا، و ذلك في سنة اثنتي عشرة،فقبل منهم خالد الجزية، و كتب لهم كتابافيه:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بنالوليد لابن صلوبا السّواديّ- و منزلهبشاطئ الفرات- إنك آمن بأمان الله- إذ حقندمه بإعطاء الجزية- و قد أعطيت عن نفسك و عنأهلك خرجك و جزيرتك و من كان في قريتك ألفدرهم فقبلتها منك و رضي من معي من المسلمينبها منك، و لك ذمة الله و ذمة محمد صلّىالله عليه وسلّم و ذمة المسلمين على ذلك. وشهد هشام بن الوليد.
ثم أقبل خالد بن الوليد بمن معه حتى نزلالحيرة، فخرج إليه أشرافهم مع قبيصة بنإياس الطائي، و كان أمّره عليها كسرى بعدالنعمان بن المنذر، فقال له خالد ولأصحابه: أدعوكم إلى الله و إلى الإسلام،فإن أجبتم إليه فأنتم من المسلمين، لكم مالهم و عليكم ما عليهم، فإن أبيتم فالجزية،فإن أبيتم فقد أتيتكم بأقوام هم أحرص علىالموت منكم على الحياة، فنجاهدكم حتى يحكمالله بيننا و بينكم.
فقال له قبيصة بن إياس: ما لنا بحربك منحاجة بل نقيم على ديننا و نعطيك [الجزية](1)، فصالحهم على تسعين ألف درهم، فكانت أولجزية وقعت بالعراق هي و القريات التي صالحعليها ابن صلوبا.
و قال هشام بن الكلبي (2): إنما كتب أبو بكرإلى خالد و هو باليمامة أن يسير إلى الشام،و أمره أن يبدأ بالعراق فيمر بها، فأقبلخالد يسير حتى نزل النّباج.
[قال: و قال أبو مخنف: حدثني حمزة بن علي،عن رجل من بكر بن وائل] (3):
أن المثنى بن حارثة سار حتى قدم على أبيبكر رضي الله عنه، فقال: أمّرني على منقبلي من قومي، أقاتل من يليني من أهل فارسو أكفيك ناحيتي، ففعل ذلك، فأقبل
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من أ. (2) في أ: «و قال هشام بن محمد» و الخبر فيالطبري 3/ 344. (3) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من أ، و الطبري، و في الأصل: «و رويأن المثنى بن حارثة». و الخبر في تاريخالطبري 3/ 344، 345.