منتظم فی تاریخ الملوک و الأمم

ابن جوزی عبدالرحمن بن علی

جلد 4 -صفحه : 367/ 99
نمايش فراداده

قاتلتكم، قالوا: لا حاجة لنا في حربك،فصالحهم على تسعين و مائة ألف درهم، فكانتأول جزية حملت إلى المدينة من العراق.

و في رواية أخرى: أن عبد المسيح لما حضرعند خالد وجد معه شيئا يقلبه في كفه، فقال:ما هذا؟ قال: سم، قال: و ما تصنع به؟ قال: إنكان عندك ما يوافق قومي حمدت الله و قبلته،و إن كانت الأخرى لم أكن أول من ساق إليهمذلا أشربه و أستريح من الحياة، قال: هاته.فأخذه خالد، و قال: بسم الله، و باللَّه ربالأرض و السماء الّذي لا يضر مع اسمهشي‏ء، ثم أكله فجللته غشية، ثم ضرب بذقنهصدره طويلا ثم عرق و أفاق كأنما نشط منعقال، فرجع ابن بقيلة إلى قومه، فقال:جئتكم من عند شيطان أكل سم ساعة فلم يضرهفصانعوا القوم و ادرءوهم عنكم فإنّهممصنوع لهم، فصالحوهم على مائة ألف درهم.

[قال مؤلف الكتاب‏] (1): و هذا عبد المسيح هوابن (2) عمرو بن قيس بن حبان بن بقيلة، و اسمبقيلة ثعلبة، و قيل: الحارث، و إنما سميبقيلة، لأنه خرج على قومه في بردينأخضرين، فقالوا: ما أنت إلا بقيلة. و عاشعبد المسيح ثلاثمائة و خمسين سنة، و كاننصرانيا، و خرج بعض أهل الحيرة يخط ديرا فيظهرها، فلما حفر و أمعن وجد كهيئة البيت، ووجد رجلا على سرير من زجاج و عند رأسهكتابة: أنا عبد المسيح بن بقيلة و مكتوببعده:


  • حلبت الدهر أشطر، حياتي و كافحت الأمور و كافحتني و كدت أنال في الشرف الثريا و لكن لاسبيل إلى الخلود

  • و نلت من المنىفوق المزيد و لم أجعلبمعضلة كؤود و لكن لاسبيل إلى الخلود و لكن لاسبيل إلى الخلود

روى مجالد، عن الشعبي (3): أقرأني بنو بقيلةكتاب خالد إلى أهل المدائن:

«من خالد بن الوليد إلى مرازبة أهل فارسسلام على من اتبع الهدى، أما بعد

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.

(2) في الأصل: «هو عمرو بن قيس».

(3) الخبر في تاريخ الطبري 3/ 346، و البداية 6/386.