حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 129
نمايش فراداده

«128»

أجزاء الغذاء بين أجزاء المغتذي و الناميكما سيجي‏ء في مباحث إثبات القوىالنفسانية في علم النفس.

و أقول أيضا إن الإنسان لم يكن له نحو منالوجود من بدو خلقته إلى هذا الحد الذي بلغإليه عمره إلا هذا الوجود التحليلي فيمكنأن يكون دائم الألم لكن لما لم يدرك نحواآخر من الوجود الذي ليس فيه هذا النحو منالتفرق ظن أن لا ألم له و لذلك لو فرض إنسانقد أدرك ما لأهل النشأة الباقية من الوجودالذي لا يشوبه هذه الأعدام و التفرقات ثمكلف بالبقاء في هذا العالم لمات وجعا وتألما.

و بالجملة هذا التفرق الحاصل بالتحللكالحركة الجوهرية التي أثبتناها للطبائعالتي نحو وجودها وجود تبدلي حدوثه في كل آنيوجب زوال الحادث في الآن السابق و مع ذلكلا يقع الإحساس بألم التفرقة في هذاالوجود لما بينا من أن القوة الدراكةوجودها هذا الوجود و وجود الشي‏ء غير مؤلمله كما أن سوء المزاج لأحد ربما يكون مثلالمزاج الصحيح لغيره فكان مؤلما لهذا ملذالذاك و أما الذي ذكر من عدم تألم مقطوعالعضو دفعه إلا بعد لحظة فهذا لا يقتضي عدمكون صورة القطع مؤلمة فإن القطع إن كان معشعور به و التفات إليه كان مؤلما البتة وإن كان مع عدم الشعور و الالتفات فلا يدلعلى ما ادعاه أ لا ترى أن من صرف فكره إلىأمر أهم شريف كالخائض في مسألة علمية أوإلى أمر خسيس أيضا كاللعب بالشطرنج أومتوسط كالابتلاء بوجع أقوى أو الوقوع فيمعركة أو الاهتمام بمهم دنيوي ربما لايدرك ألم الجوع و العطش و كثير من الموذياتو كذا حكم المستلذات.

و أما الجواب عن الرابع فبأن ذلك إنمايلزم لو كان ألم لسع العقرب أيضا لتفرقالاتصال فقط و هو ليس بلازم لجواز أن يكونلما يحصل بواسطة الكيفية السمية من سوءمزاج مختلف يكون أقوى تأثيرا من الجراحةالعظيمة.

و ما ذكره إنما يرد نقضا على من لم يجعلالتأثير إلا لتفرق الاتصال دون سوء المزاجكما اشتهر من جالينوس و أتباعه على أنهيمكن الجواب من قبلهم بأن