حدوثه بالتدريج فإن الحادث منه أولا يكونقليلا جدا فلا يشعر به و بمنافاته و فيالزمان الثاني يكون الزيادة على تلكالحالة غير مشعور بها و كذا في كل زمان وهذا بخلاف ما يحدث دفعه فإنه لكثرته يكونمدركا ثم يستمر إدراكه ما دام مختلفا
كل من اللذة و الألم ينقسم بحسب القوةالمدركة إلى العقلي و الوهمي و الخيالي والحسي و ينحصر في هذه الأربعة عند البحث والتحقيق أما الحسي فظاهر كتكيف العضواللامس بالكيفية الملموسة الشهية والذائق بالحلاوة.
و أما الخيالي فكتخيل اللذات الحاصلة والمرجوة الحصول للظفر و الانتقام.
و أما الوهمي فكالظنون النافعة و الأمانيالمرغوبة كما قيل
و أما العقلي فلأن للجوهر العاقل أيضاكمالا و أن يتمثل فيه ما يتعقله من الواجبتحصيله بقدر الاستطاعة ثم ما يتعقله منصور معلوماته الثابتة المترتبة أعني نظامالوجود كله تمثلا مطابقا خاليا عن شوائبالظنون و الأوهام بحيث يصير عقلا مستفاداو عند من تصير النفس بعينها متحدة بالعقلالذي هو كل هذه الموجودات فيصير حينئذلاذا و لذة و ملتذا في باب اللذة العقليةلا ذا لذة فقط.
و بالجملة لا شك أن هذا الكمال خير للجوهرالعاقل و هو مدرك لهذا الكمال عند ذلك فإذنهو ملتذ بذلك فهذه هي اللذة العقلية و أماالألم العقلي فهو أن يحصل لما من شأنه ذلكالكمال ضده و يدرك صورة ضده من حيث هو ضده وأما من ليس من شأنه أن يحصل له ذلك فهو فارغعن هذا الألم.
ثم إذا قايسنا بين هذه اللذة العقلية والتي لسائر القوى سيما الحس فالعقلية