أكثر كمية و أقوى كيفية.
أما الأول فلأن عدد تفاصيل المعقولاتأكثر بل يكاد أن لا يتناهى و وجودها أدومفلا ينقطع.
و أما الثاني فلأن العقل يصل إلى كنهالموجود المعقول و الحس لا يدرك إلا مايتعلق بالظواهر و القشور فيكون الكمالاتالعقلية أكثر و أدوم و أتم و إدراكاتهاكذلك فاللذات التابعة لهما على قياسهما وبحسب هذا يعرف حال الآلام عند التنبه لفقدتلك الكمالات.
و اعلم أن اللذة العقلية إذا كملت فهيخارجة عن جنس الكيفيات النفسانية لأنهاحينئذ جوهر عقلي لا كيفية نفسانية.
فإن قيل الحسي من اللذة و الألم أيضاينبغي عدهما من الكيفيات المحسوسة دونالكيفيات النفسانية.
أجيب بأن المدرك بآلة الحس هو الكيفيةالتي يلتذ بها أو يتألم منها كالحلاوة والمرارة و أما نفس اللذة و الألم التي هيالإدراك و النيل فلا سبيل للحواس الظاهرةإلى إدراكها.
أقول هذا مما ذكره بعض الفضلاء و هو ليسبسديد لأن المراد باللذة و الألم ليسالمعنى العقلي النسبي و إلا لكانا منمقولة المضاف بل المراد ما يستلذه النفسأو يتألم به و هما من جنس الإدراك والإدراك كما هو التحقيق هو الصورة لاالنسبة.
فالتحقيق أن يقال إن ما يعد من جنسالكيفيات المحسوسة هي الموجودة في موادالأجسام لا الموجودة في آلات الإدراك منحيث هي آلات الإدراك و هذه الموجودة فيالحواس إنما يطلق عليها اسم الحرارة والبرودة و الحلاوة و المرارة من باب إطلاقماهية المعلوم على العلم كما يقال فيالعلم بالجوهر إنه جوهر معناه أنه معقولمن ماهية جوهرية مع أنه من الكيفياتالنفسانية فالعلم بالجوهر جوهر ذهني عرضخارجي نفساني كما سنبين في باب العقل والمعقول فكذلك إطلاق