حدوثه بالتدريج فإن الحادث منه أولا يكونقليلا جدا فلا يشعر به و بمنافاته و فيالزمان الثاني يكون الزيادة على تلكالحالة غير مشعور بها و كذا في كل زمان وهذا بخلاف ما يحدث دفعه فإنه لكثرته يكونمدركا ثم يستمر إدراكه ما دام مختلفا
فصل (7) في تفصيل اللذات و تفضيل بعضها علىبعض
كل من اللذة و الألم ينقسم بحسب القوةالمدركة إلى العقلي و الوهمي و الخيالي والحسي و ينحصر في هذه الأربعة عند البحث والتحقيق أما الحسي فظاهر كتكيف العضواللامس بالكيفية الملموسة الشهية والذائق بالحلاوة.و أما الخيالي فكتخيل اللذات الحاصلة والمرجوة الحصول للظفر و الانتقام.
و أما الوهمي فكالظنون النافعة و الأمانيالمرغوبة كما قيل
أماني إن تحصل تكن غاية المنى
و إلا فقدعشنا بها زمنا رغدا
و إلا فقدعشنا بها زمنا رغدا
و إلا فقدعشنا بها زمنا رغدا
و بالجملة لا شك أن هذا الكمال خير للجوهرالعاقل و هو مدرك لهذا الكمال عند ذلك فإذنهو ملتذ بذلك فهذه هي اللذة العقلية و أماالألم العقلي فهو أن يحصل لما من شأنه ذلكالكمال ضده و يدرك صورة ضده من حيث هو ضده وأما من ليس من شأنه أن يحصل له ذلك فهو فارغعن هذا الألم.
ثم إذا قايسنا بين هذه اللذة العقلية والتي لسائر القوى سيما الحس فالعقلية