و أما الرابع
فلأن اللوازم البدنية متخالفة لأن ضعفالقلب يلزمه عند حصول الموذي الذي يخصهخمود من الحرارة الغريزية و استيلاء منالبرودة و ضيق الصدر يلزمه كثيرا عند حصولالموذي الذي يخصه اشتعال من الحرارةالغريزية.
و أما الخامس
فلأن الأسباب الاستعدادية متخالفة فإنضعف القلب قد يتبع لا محالة رقة الروحبإفراط و برد المزاج و ضيق الصدر قد يتبعكثافة الروح و سخونة مزاجه
فصل (14) في سبب عروض هذه العوارض البدنيةلأجل تكيف النفس بتلك الكيفيات النفسانية
اعلم أن العوالم متطابقة و النشأةمتحاكية كل ما يعرض في أحد العوالم ينشأمنه ما يوازنه و يحاكيه في عالم آخر و هكذاالإنسان عالم صغير مشتمل على ثلاث مراتبأعلاها النفس و أدناها البدن بما فيه منالخلط الصالح و هو الدم و أوسطها الروحفكما سنح في النفس كيفية نفسانية يتعدىأثر منه إلى الروح و بواسطته ينزل في البدنو كلما يسنح حالة جسمانية للبدن يرتقي أثرمنه بواسطة الروح إلى النفس فالنفس والبدن متحاذيان متحاكيان لعلاقة السببيةو المسببية بينهما بوجه و كما أن جوهرأحدهما يحاكي جوهر الآخر فكيفه لكيفها وانفعاله لانفعالها و استحالته لاستحالتهاو هكذا حكم الروح الذي هو برزخ بينهما فإذاطرأت كيفية نفسانية كاللذة سواء كانتعقلية أو خيالية مثلا و هو كما علمت صورةكمالية علمية أو خيالية يطرأ بسببهاانبساط في الروح الدماغي المعتدل و بتوسطهللبدن اهتزاز