في الناقص يوجد في التام إلا ما يرجع إلىالقصور و الفتور من الأمور العدمية والإمكانية.
فلهذا يصح إطلاق القدرة على ذات الباري جلاسمه بمعنى أنه إن شاء فعل و إن لم يشأ لميفعل و إن كانت المشية عين قدرته و كذاالعلم الأتم الأحكم بمعنى أن وجودا واحداعلم و إرادة و قدرة و كلها موجودة بوجودوحداني صمدي و لو كان الشرط في القدرة أنلا يكون عين الإرادة و لا مستلزمة إياهاحتى يلزم أن يوجد زمان كان القدرة و لم يكنفيه المشية لمقدور لا لوجود و لا لعدم أولا بد أن يكون وقت كانت المشية غير المشيةالتي لوجود هذا المقدور و لم يكن هناك هذاالمعنى العام للقدرة بل معنى آخر خارجابتمامه أو بعضه من المعنى الذي وقعالتعريف به للقدرة فإن التعريف المشهورشامل للقدرة التامة و الناقصة جميعا و إذاشرط فيها كونها مع عدم الإرادة أو إرادةالعدم لزم كونها ناقصة فإن القدرة إذاكملت جهات مؤثريته و مبدئيته وجب أن يقترنبالإرادة و وجب أن يوجد معها صدور الأثربلا تراخ فهذه هي القدرة التامة
فصل (2) في الإرادة
و هي في الحيوان من الكيفيات النفسانية ويشبه أن يكون معناها واضحا عند الفعل[العقل] غير ملتبس بغيرها إلا أنه يعسرالتعبير عنها بما يفيد تصورها بالحقيقة وهي تغاير الشهوة كما أن مقابلها و هيالكراهة تغاير النفرة و لذا قد يريدالإنسان ما لا يشتهيه كشرب دواء كريهةينفعه و قد يشتهي ما لا يريده كأكل طعاملذيذ يضره و فسرها المتكلمون بأنها صفةمخصصة لأحد طرفي المقدور و قيل هي فيالحيوان شوق متأكد إلى حصول المراد و قيلإنها مغايرة للشوق المتأكد فإن الإرادة هيالإجماع و تصميم العزم إذ قد يشتهيالإنسان ما لا يريده و قد يريد ما لايشتهيه كما ذكرنا و الفرق بينهما بأنالإرادة ميل اختياري و الشوق ميل طبيعي.
قيل و لهذا يعاقب الإنسان المكلف بإرادةالمعاصي و لا يعاقب باشتهائها و