لأن جزء المركب الطبيعي إذا وجد في شيءفلا يكون وجوده فيه كوجود شيء في موضوعبل كوجوده في مادة له و هذه المعاني مبسوطةفي قاطيغورياس الشفاء بما لا مزيد عليه.
فمن أراد فليرجع إلى ما هناك لكن ماذكرناه يكفي للسالك الطالب لأن غرضه مجردالسلوك إلى مطلوبه و تحصيل ما لا يتمالواجب من مطلوبه إلا به و إزالة الموانع ورفع العوائق و القواطع و المجاهدة معالشياطين و المدافعة مع قطاع الطريق والمضلين لا الإحاطة بجميع الأقوال والمذاهب و الأبحاث.
عقدة و حل
ثم العجب من صاحب المباحث المسماةبالمشرقية أنه بعد ما نقل أكثر هذهالمعاني مرارا كثيرة في كتبه و شروحهلكلام الحكماء رجع و قال إن لهم أن يحتجوالمذهبهم أن كل ما حل في شيء فإنه يكونلذلك الحال اعتبار أنه في محل و اعتبار أنهفي المجموع.أما الاعتبار الثاني فلا شبهة في أنه لايوجب العرضية لأنه جزء و من شرط العرض أنلا يكون جزء و أما اعتبار كونه في المحلفلا يخلو إما إن يعقل محل يتقوم بما يحلفيه أو لا يعقل و الأول باطل لوجهين أحدهماأن الحال محتاج في وجوده إلى المحل فلواحتاج إليه المحل لدار الاحتياج من كلمنهما إلى الآخر و الدور باطل.
الثاني أن هيولى العناصر مشتركة بينصورها فلو كان لوجود شيء من الصورالعنصرية مدخل في تقويم وجود الهيولى وتتميم ذاتها لزم ارتفاع الهيولى عندارتفاع تلك الصورة فحينئذ لا يكون الهيولىمشتركة هذا خلف فيكون الحال