و عاشرها أن المعتزلة من المتكلمين يسمونالميل اعتمادا
و يقسمون الاعتماد إلى لازم كاعتمادالثقيل إلى السفل و الخفيف إلى فوق و غيرالطبيعي مختلفا و منهم من جعل الاعتماد فيالجسم واحدا لكنه يسمى بأسماء مختلفة بحسبالاعتبار فيسمى اعتماد واحد بالنسبة إلىالسفل ثقلا و إلى العلو خفة و إن لم يكن لهبالنسبة إلى سائر الجهات اسم مخصوص.
و ذهب بعض آخر إلى أنها متعددة متضادة لايقوم بجسم واحد اعتمادان بالنسبة إلىجهتين و منهم كالجبائي على أن الاعتمادلازما كان أو مختلفا غير باق.
و قال أبو هاشم بل اللازم باق بحكمالمشاهدة كما في الألوان و الطعوم و قالالجبائي إن الاعتماد لا يولد حركة و لاسكونا و إنما ولدهما الحركة فإن من فتحبابا أو رمى حجرا فما لم يتحرك يده لميتحرك المفتاح و لا الحجر ثم الحركة فيالمفتاح و الحجر تولد حركة بعد حركة و تولدسكونه في المقصد و أبو هاشم على أن المولدللحركة و السكون هو الاعتماد.
و استدل أيضا بأن حركة الرامي متأخرة عنحركة الحجر المرمي لأنه ما لم يندفع الحجرمن حيزه امتنع انتقال يد الرامي إليهلاستحالة التداخل بين الجسمين و هو ضعيفلأنه إن أريد التأخر بالزمان فاستحالةالتداخل لا يوجب ذلك لجواز أن يكون اندفاعهذا و انتقال ذلك في زمان واحد كما فيأجزاء الحلقة التي تدور على نفسها بلالأمر كذلك و إلا لزم الانفصال و إن أريدبالذات فالأمر بالعكس إذ ما لم يتحرك اليدلم يتحرك الحجر و لهذا يصح أن يقال تحركتاليد فتحرك الحجر دون العكس فالأقرب لمنقال بالتوليد أن المولد للحركة و السكونقد يكون هو الحركة و قد يكون الاعتماد فإنهيولد أشياء مختلفة من الحركات و غيرهابعضها لذاته من غير شرط كتوليد الحركةلأنه السبب القريب لها و بعضها بشرطكتوليده أوضاعا مختلفة للجسم بشرط حركاتهو كتوليد عود الجسم إلى حيزه الطبيعي بشرطخروجه عنه و كتوليده للألم بشرط توليدهتفرق الاتصال و الأصوات بشرط توليدهالمصاكة.