و ثانيها أن يكون الكم موجودا فيه
و ذلك إما متصل أو منفصل فالمنفصل يوجد فيالمفارقات و الماديات و أما المتصل فيوجدفي الماديات و هو ظاهر و في المفارقات عندمن ذهب إلى أن في الوجود عالما مقداريا غيرهذا العالم المادي و قد يكون المتصلبالذات متصلا و منفصلا بالعرض كالزمانمثلا متصل بالذات و بالعرض من جهة المسافةو منفصل بالعرض بحسب انقسامه إلى الساعاتو الأيام إذ لا امتناع في كون الشيء تحتمقولة ثم يعرض له شيء من تلك المقولة وأما المتصل الغير القار بالعرض فهوكالحركة و لذلك يوصف بأوصاف المقادير منالطول و القصر و المساواة و اللامساواة منجهة الزمان و قد يوصف بهذه الأوصاف من جهةالمسافة أيضا
و ثالثها ما يكون كميته بسبب حلوله فيالمحل الذي حصل له الكم
كما يقال للسواد إنه طويل و عريض و عميقبسبب حصوله في محل في الكم
و رابعها أن يكون قوى مؤثرة في أشياء يقالعليها الكم بالذات
فيقال لتلك القوى إنها متناهية أو غيرمتناهية لا لأن نفس القوة كذلك بل باعتباراختلاف ظهور الفعل عنها شدة أو عدة أو مدةو الفرق بين اعتبار الشدة و المدة من وجهينأحدهما أن الزيادة في الشدة يوجب النقصانفي المدة و الثاني أن الذي يتفاوت فيهالقوى بحسب الشدة [المدة] ربما لا يتفاوتفيه بحسب المدة [الشدة].
إذا وقع الفراغ عن تعريف الكم و أقسامهالأولية فلنشرع في ذكر أحكامه و أقسامه
فصل (6) في أن الكم لا ضد له أما المنفصلفلوجوه ثلاثة
أحدها أن كل عدد يقوم الأكثر منه و يتقومبالأقل منه
و الضدان لا يقوم أحدهما الآخر و لا يتقومبه
و ثانيها أنه لا يوجد بين عددين غايةالخلاف
لكونهما غير واقف إلى حد لا يقبل الزيادةو الاثنان و إن كان في غاية الخلاف بالقياسإلى الألف مثلا لا يكون ضده لأن التضاد منالجانبين