الأدوية القلبية.
الأول كون الروح على أفضل أحواله في الكمو الكيف
أما في الكم فهو أن يكون كثير المقدار وذلك لأمرين.
أحدهما أن زيادة الجوهر في الكم يوجبزيادة القوة في الشدة كما تبين في الأصولالطبيعية.
و الثاني أنه إذا كان كثيرا فيبقى منه قسطواف منه
في المبدإ و يبقى قسط واف للانبساط الذييكون عند الفرح لأن القليل ينحل بهالطبيعة و تضبطه عند المبدإ أو لا يمكنه منالانبساط و أما في الكيف فأن يكون معتدلافي اللطافة و الغلظ و أن يكون شديدالنورانية وافرة جدا فيكون مشابهتهالجوهر السماء شديدة فهذه هي أسبابالاستعداد للذة و الفرح و اللذة كالجنسللفرح الذي هو كالنوع فالروح التي فيالقلب إذا كانت كثيرة المقدار معتدلة فيالمزاج ساطعة النورانية كانت شديدةالاستعداد للفرح و إذا عرفت ذلك ظهر أنالمعد للغم إما قلة الروح كما للناقهين والمنهوكين بالأمراض و المشايخ و أما غلظتهكما للسوداويين و المشايخ فلا يبسطلكثافتها و أما رقته كما للنساء والمنهوكين فلا يفي بالانبساط و أما ظلمتهكما للسوداويين.
الثاني أمور خارجية و هي كثيرة قال الشيخفمنها قوية و منها ضعيفة و أيضا منهامعروفة و منها غير معروفة و مما لا يعرف ماقد اعتيد كثيرا و كل ما اعتيد كثيرا سقطالشعور به و الأسباب المفرحة و الغامة ماكان منها قويا و ظاهرا فلا حاجة إلى ذكره وأما الأخرى فمثل تصرف الحس في ضياء العالمو الدليل على إلذاذه إيحاش ضده و هوالإقامة في الظلمة و مثل مشاهدة الشكل والدليل على تفريحه غم الوحدة.
و في هذا الاستدلال نظر إذ لا يلزم من كونالشيء على صفة كون ضده على ضد تلك الصفةفإن الشيخ نفسه قد بين في كتاب الجدل أنهذه قضية مشهورة و هي