الإحساس به دائما فلم يكن شك في كون هذاالفضاء خلاء. و اعلم أن الشيخ مال في فصلالأسطقسات إلى أن الرطوبة غير محسوسة وذكر في كتاب النفس أنها محسوسة قال بعضالعلماء لعله أراد بالغير المحسوسة هيالتي بمعنى سهولة قبول الأشكال و لابالمحسوسة هي التي بمعنى سهولة الالتصاقأعني البلة و هذا حسن و الله أعلم بالصواب
فصل (4) في اللطافة و الكثافة و اللزوجة والهشاشة و البلة و الجفاف
اللطافة قد تطلق على رقة القوام كما فيالماء و الهواء و على سهولة قبول الانقسامإلى أجزاء صغيرة جدا و للغلظة معنيانمقابلان لهما قال في طبيعيات الشفاء يشبهأن يكون التخلخل مشابها للطف بالمعنىالأول مع زيادة معنى فإنه يفيد الرقة معكبر في الحجم و الرقة أيضا تستلزمه إلا أنالتخلخل يدل على الكبر بالتضمن و هيبالالتزام و يقال التخلخل و يراد به تباعدأجزاء الجسم بعضها عن بعض على فرج يشغلهاما هو ألطف منها و هذا المعنى غير مشتغل بههاهنا.
ثم قال لكن اللطيف و المتخلخل بالمعنىالأول غير نافع في الفعل و الانفعال إلابالعرض و قال في قاطيغورياس يقال التخلخلالانتفاش كالصوف المنفوش و يقال لما إذاصار الجسم إلى قوام أقبل للتقطيع والتشكيل من انفعال يقع فيه و يقال لقبولالمادة حجما أكبر فالأول من الوضع والثاني من الكيف و الثالث من الإضافة فيالكم أو كم ذو إضافة و للتكاثف معان ثلاثةمقابلة لها.
و اعترض عليه بأن اللطيف و المتخلخلبالمعنى الأول هناك هو بعينه الرقة المفسرهاهنا بسهولة قبول التقطيع و التشكيل و قدحكم هناك بأنه غير نافع في الفعل والانفعال إلا بالعرض مع أنه الذي فسر بهالرطوبة فلزم خروج الرطوبة من الكيفياتالنافعة فيهما مع أن إثبات ذلك مطلوب له فيذلك الفصل من الطبيعي و الأولى أن يقالسهولة