و بعبارة أخرى وجود العرض في نفسه هووجوده للموضوع و وجود الهيولى في نفسها هووجود صورتها الموضوعة و بين المعنيينفرقان واضح.
و اعلم أن بين العرض و الهيولى مشاركة فيخسة الوجود و ضعف الحقيقة
و لكل منهما فضيلة على الآخر و دناءة بوجهآخر أما فضيلة العرض فلكونه متميز الوجودعن وجود الموضوع و أما دناءته فلكونهخارجا عن قوام ذات الموضوع ساقطا عنالحصول في تلك المرتبة.
و أما فضيلة الهيولى فلكونها داخلة فيقوام الموضوع و أما دناءتها فلكونها مبهمةالذات غير متميزة الوجود
فصل (3) في رسم الجوهر و هو الموجود لا فيموضوع
قد مر تحقيق معناه في مباحث الوجود بوجهلا انتفاض لطرده بالواجب تعالى و لا لعكسهبالصور المعقولة للذهن عند من ذهب إلىأنها قائمة بالذهن على وجه الحلول.
و أما على ما ذهبنا إليه من أن الصورالجوهرية الخيالية غير مرتسمة في الخيال ولا العقلية مرتسمة في العقل بل العاقليتحد بالمعقول و النفس الخيالية و الحسيةيتحد بصورها الخيالية و الحسية فلا إشكال.
و اعلم أن لنا منهجا آخر في دفع الإشكالبالصور الجوهرية الثابتة في الذهن و هو أنعنوانات الأشياء التي تحصل بأنفسها فيالذهن لا يلزم أن يكون كل منها فردا لنفسهفالذي في الذهن من الجوهر هو مفهوم قولناالموجود لا في الموضوع و كذا الحاصل فيه منالحيوان هو مفهوم قولنا جوهر قابل للأبعادنام حساس و لا يلزم أن يكون مفهوم الجوهرفردا لنفسه و لا أيضا معنى الحيوان فردا