يتقوم الجسمية بها و إلا لزم تقدم الشيءعلى نفسه و هو محال. و لقائل أن يقول ما ذكرتموه منقوضبالهيولى و الصورة فإنهما داخلتان في قوامالجسم و قد لا يعلمها من علم الجسم والذهول عنهما عند العلم بالجسم لا ينافيكونهما مقومين له فكذلك هاهنا و الجواب أنمن علم الجسم جوهرا مركبا من الجواهرالفردة فلم يعلم حقيقة الجسم و من علمهجوهرا متصلا بلا مادة فعلم حقيقته و إن كانعلما ناقصا و من علمه مادة بلا صورة فماعلمه بالحقيقة ثم من جعل المقادير مقومةللجسم جعلها من باب الصورة لا من بابالمادة و أيضا لما صح أن يكون الهيولىمجهولة عند ما يكون الصورة معلومة لا جرموجب تغايرهما فكذلك إذا علمنا الجسمية وشككنا في وجود السطح كان وجوده مغايرالوجود الصورة.
حكمة مشرقية
إن الذي أفاض علينا من بحر فضله في عرضيةالمقادير التعليمية للجسم الطبيعي هو أنانمهد أولا أن كل ما هو داخل مع شيء آخر فيحقيقة معنى جنسي فلا بد أن يكون مباديأحدهما و مقوماته و مكملاته بعينها مباديو مقومات و مكملات للآخر أيضا و كذا أقسامأحدهما يدخل في أقسام الآخر فإذن لو كانتالجسمية عين المقدار لكان محصل أحدهمامحصل الآخر و لا شبهة في أن الجسميةبالمعنى الذي هو جنس يفتقر إلى مقوماتفصلية و مع انضمام الفصول الأولية قد يحصللها أنواع إضافية هي أيضا إذا أخذت من حيثهي هي بلا شروط يكون معاني غير تامة مفتقرةإلى فصول أخرى بعد تلك الفصول و هكذا إلىأن ينتهي إلى أنواع محصلة لا يتصور تحصيلبعدها و الجسمية بالمعنى الذي هو مادةيفتقر إلى صورة كمالية كالعنصرية و بعدانضمامها إلى أخرى كالمنمية و أخرىكالحساسة و أخرى كالناطقة ثم هذه المباديو المقومات التي في القبيلتين كلها منالأحوال و الكمالات التي كان