الثاني أن التفاوت بالأزيد و الأنقص غيرمنحصر
و التفاوت بالأشد و الأضعف منحصر بين طرفيالضدين فإن بينهما غاية الخلاف.
أقول و هذا أيضا فرق بحسب معنى خارج عنالازدياد و الاشتداد بل هذا أمر راجع إلىماهية الكم و ماهية الكيف حيث لا ينتهيأحدهما في الزيادة و ينتهي الآخر فيها معأن الزيادة معنى واحد فيهما جميعا اللهمإلا أن يصطلح بأن يسمى أحد الاستكمالينبالزيادة و ثانيهما بالاشتداد فيكون مجردتسمية.
قال الشيخ في الشفاء بعد أن حقق أن لا تضادفي الكم و كذلك ليس في طبيعته تضعف واشتداد و لا تنقص و ازدياد لست أعني بهذاأن كمية لا تكون أزيد من كمية أو أنقص و لكنأعني أن كمية لا تكون أشد و أزيد في أنهاكمية من أخرى مشاركة لها و لا خط أشد خطيةأي أشد في أنها ذو بعد واحد من آخر و إن كانمن حيث المعنى الإضافي أزيد من آخر أعنيالطول الإضافي.
أقول و هكذا حال الكيف عندهم فإن سوادا لايكون أشد في أنه سواد من آخر لكن وجود هذاأشد و أكمل من وجود ذاك كما أن وجود الخطالطويل أكمل من القصير فالتفاوت في مثلهذه الأمور يرجع إلى اختلاف حال الوجوداتدون الماهيات عندنا و الوجود بذاته أشد وأضعف و أتم و أنقص كما علمت.
و اعلم أن هذين الوضعين أعني نفي التضاد ونفي الاشتداد و التنقص ليسا من خواص الكمفإن الجوهر لا ضد له و كذا بعض أقسام الكيفلا ضد له و إنما الخواص المساوية للكم هيالثلاثة المذكورة أولا و خاصة رابعة و هيقبول النهاية و اللانهاية فلنتكلم فيه