و لا بياض ما و لو كانا لم يكونا معا بل علىالتعاقب في الوجود و كثيرا ما يقع الغلط منالاشتباه بين الوحدة العددية و الوحدةالمعنوية
فصل (7) في استحالة أن يكون موجود واحدجوهرا و عرضا
هذا الحكم مما يعرف صدقه ضرورة بملاحظةمفهوم الجوهر و العرض لكون أحدهما بمنزلةسلب الآخر و الشيء و سلبه لا يصدقان علىشيء بداهة فإن مفهوم العرض الموجود فيموضوع و مفهوم الجوهر الموجود لا في موضوعفلا نعني بالجوهر إلا ما لا يكون متعلقالوجود بالموضوع و لا بالعرض إلا ما يكونمتعلق الوجود بموضوع ما أي موضوع كانفالشيء الواحد يستحيل أن يصدق عليه هذانالمفهومان و قد جوز ذلك قوم من القدماء والشيخ الرئيس استبعده و لهم وجوه تمسكوابها.أحدها أن فصول الجواهر جواهر مع أنالحكماء يقولون كثيرا من الفصول أنهاكيفيات و الكيفيات أعراض فتلك الفصول تكونجواهر و أعراضا معا.
و قد أجاب الشيخ عنه بأن إطلاق الكيف علىالفصول و على التي من مقولة الأعراضبالاشتراك اللفظي.
و يمكن أن يقال في نفي كون فصول الجواهرأعراضا إن الفصل كما مر ليس موجودا متميزاعن الجنس إلا في العقل عند التحليل فلو كانعرضا للجنس لوجب أن يتميز وجوده عن وجود مايتوهم كونه موضوعا له ضرورة أن وجود العرضمباين لوجود موضوعه في الواقع و الفصلمتحد مع الجنس في الوجود لأنه يحمل عليهحمل هو هو.
و أما عند التحليل العقلي و اعتبار كلمنهما متميزا عن صاحبه فيكون نسبة الفصلإلى الجنس حينئذ نسبة الصورة إلى المادةلا نسبة العرض إلى موضوعه فيكون