بل هناك مضاف بذاته لا بإضافة أخرى فينتهيمن هذا الطريق الإضافات و أما كون هذاالمضاف بذاته في هذا الموضوع فله وجود آخرمثلا وجود الأبوة في الأب و ذلك الوجودأيضا مضاف فليكن هذا عارضا من المضاف لزمالمضاف و كل واحد منهما مضاف لذاته إلى ماهو مضاف إليه بلا إضافة أخرى فالكونمحمولا مضاف لذاته و الكون أبوة مضافلذاته.
هذا ما قاله في إلهيات الشفاء و هو كلامواضح رفع الشبهة لوجهين بالمعارضة و الحلحيث أقام البرهان أولا على أن المضاف منالهيئات الموجودة في الأعيان ثم دفعالتسلسل من الوجه الذي أمكن إيراده منلزوم التكرير كما يورد في باب الوجود والوحدة و نظائرها فدفع هاهنا كما دفع هناكمن أنها تنتهي إلى ما هو مضاف بذاته لابإضافة أخرى عارضة.
و أما الإضافات المختلفة المعاني فلايلزم أن يكون لكل إضافة إضافة مخالفة لهابالماهية لازمة إياها حتى يلزم التسلسل ولا يندفع فإن إضافة الأبوة و إن لزمتها فيالوجود إضافة الحالية و العروض لكن لا يجبأن يلزم إضافة أخرى مخالفة لها.
و كذا ثالثة و رابعة و هكذا إلى لا نهايةاللهم إلا بحسب اعتبارات عقلية متماثلة أومتخالفة ينقطع بانقطاع اعتبارات العقل.
الحجة الثانية
ما مر من كون إضافة التقدم و التأخر لوكانت موجودة لكان الماضي و المستقبل منالزمان موجودين معا.و الجواب ما أشرنا إليه في مباحث التقابلو موضع آخر أن معية أجزاء الزمان لا يمكنأن يكون آنية بأن يكون السابق و اللاحقموجودين في آن واحد إنما ذلك شأن معيةالآنات و الآنيات بل معيتها اتصالها فيالوجود الوحداني التدريجي الذي معيتهافيه عين التقدم و التأخر فيه كما أن وحدةالعدد عين كثرته لشيء من الأشياء