لاتحاد الماهية وجه آخر الخلاء الموجبللدفع و حركة الجسم إلى فوق لا بد و أن يكونملازما له منتقلا معه فيحتاج الخلاء إلىمكان طبيعي له حتى يكون مطلوبا يتحرك إليهثم إن لم يكن ملازما بل لا يزال الجسميستبدل في حركته خلاء بعد خلاء فلا يكونملاقاته للخلاء إلا في آن و في الآن الواحدلا يحرك شيء شيئا و بعد الآن لا يكونملاقيا له إلا أن يقولوا إن الخلاء يعطيللجسم قوة محركة يحركه إلى جهة و هذا ينافيتشابه الخلاء.
تذنيب
زعم المتكلمون أن مكان الجسم ما يستقرعليه الجسم فيمنعه من النزول ثم لماتأملوا عرفوا أن الجسم الأسفل ليس بكليتهمكانا للجسم الذي فوقه بل سطح الأسفل هوالمكان مع أنهم يجعلون للسهم النافذ فيالهواء مكانا مع أنه ليس تحته ما يمنعه منالنزول فلو كان الأسفل لكان سطح منه و منالناس من يجعل السطح مكانا كيف كان ويقولون كما أن سطح الجرة مكان الماء كذلكسطح الماء مكان للجرة.
و احتجوا بأن الفلك الأعلى ذو مكان لأنهمتحرك و ليس له نهاية حاوية من محيط فمكانهسطح ما تحته و الحجة ضعيفة لأن حركة الفلكليست مكانية بل وضعية و مما دل على فسادمذهبهم بل مذهب القائلين بالسطح مطلقا.
أن الجمهور اتفقوا على أن الجسم الواحدليس له إلا مكان واحد كما مرت الإشارة إليهو من الناس من ذهب إلى أن مكان الجسم جسميحيط به من جهة الإحاطة و يرد عليه أنه[يلزم] أن يكون المكان من قبيل الإضافات وأن لا يكون للمحدد مكان فعلم أن أسلمالمذاهب و أتمها القول بالبعد و هذا البعدامتداد غير وضعي لذاته ليست إحاطتهللأبعاد الجسمانية و لا انطباقه عليهاإحاطة و انطباقا لذي وضع بذي وضع آخر وعليه براهين تناهي الأبعاد الوضعية لايجري في بيان تناهيه لعدم كونه ذا وضع