آخر من الشفاء عند شروعه في بيان الكيفياتالمحسوسة أنها من هذا الباب و ذكر في موضعآخر منه أنه لم يثبت بالبرهان أن الرطبيجعل غيره رطبا و اليابس يجعل غيره يابسا.
أقول و ستعلم الجواب عن هذين الإشكالين وكتعبيره عن المختصة بالكميات بما يتعلقبالجسم من حيث الكمية.
قال الرازي هذا تضيع الكيفية المختصةبالعدد يعني من جهة أنها تتعلق بالمجرداتو بهذا اعترض على قولهم إن البحث عن أحوالالعدد ما يستغني عن المادة ذهنا لا خارجاهي الرياضيات بأن من جملتها البحث عنأحوال العدد و هو ما يستغني عن المادة فيالخارج أيضا.
أقول كلا البحثين مدفوع بما سيظهر منبحثنا عن حدوث العالم أن العدد لا يعرضالمفارق العقلي لا بالذات و لا بالعرض و هوعارض للنفوس واسطة الأبدان و ربما يدفعبأن العدد الذي يبحث عنها في الرياضيات قديقع في البحث عنه من حيث افتقاره عن المادةفي الخارج لتحصيل الأغراض كالمساحة والجمع و التفريق و الضرب و القسمة و غيرذلك و فيه نظر.
و ربما يقال المراد ما يتعلق بالجسم فيالجملة و إن لم يختص به و كيفيات العددكذلك و يدفع بأنه حينئذ يكون معنى كونالكيفيات النفسانية ما لا يتعلق بالأجسامأنها لا يتعلق بها أصلا و ليس كذلك بلالمعنى أنها لا يتعلق بها خاصة بحيثيستغني عن النفوس.
أما الذي ذكروه في بيان الحصر في الأنواعالأربعة فطرق أربعة.
الأول ما ذكره الرازي
و هو أن الكيفية إما مختصة بالكميةكالاستدارة