لذاته و فوق كل بعد مادي بعد آخر مادي إلىأن ينتهي إلى بعد هو آخر الأبعاد الماديةالوضعية و فوقه بعد غير محتاج إلى مادة ولا قوة انفعالية لغلبة أحكام الفعلية والصورية عليه و هو غير متشكل بشكل منالأشكال الوضعية و لا أيضا يقابل الإشارةالحسية بل يقبل الإشارة الخيالية و يشبهأن يكون المراد بسدرة المنتهى في لسانالشريعة هو آخر الأبعاد الوضعية و بالعرشالذي يستوي عليه الرحمة الإلهية هو مايحيط بجميع المتماديات الحسية إحاطة غيروضعية فيكون ذا جهتين و واسطة بينالعالمين فمن أحد الجانبين و هو الأعلىينفعل عن الحق بالصور و التماثيل و منالجانب الأسفل يتصل بالصور الجسميةالنوعية و أبعادها المادية كالخيال الذيفينا فإنه جوهر مقداري ذو فسحة امتدادية وهو ينفعل عن الحق بالصور المثالية الفائضةمنه عليه و يتصل بالبدن و مقداره الماديلأجل ضعف وجوده ابتداء فإذا استكمل ينفصلعن البدن لا كانفصال جسم عن جسم بل كانفصالكاتب عن كتابته أو قائل عن قوله و موضعتحقيق هذا المقصد حين خوضنا في علم المعادو سيأتي باقي مباحث الكم في البحث عنالزمان و من الله العصمة و السداد
الفن الثاني في مقولة الكيف
و هو مشتمل على مقدمة و أربعة أقسام
المقدمة في رسم الكيف و تقسيمه إلى أنواعه الأربع
أما الرسم
فاعلم أن لا سبيل إلى تعريف الأجناسالعالية إلا الرسوم الناقصة إذ لا يتصورلها جنس و هو ظاهر و لا فصل لأن التركب منالأمرين المتساويين يكون كل منهما فصلامجرد احتمال عقلي لا يعرف تحققه بل إنمايقام الدليل على انتفائه و لم يظفر للكيفبخاصة لازمة شاملة إلا المركب من العرضيةو المغايرة للكم و الأعراض النسبية لكنهذا التعريف لها تعريف للشيء بما يساويهفي المعرفة و الجهالة لأن الأجناس العاليةليس بعضها أجلى من البعض و لو جاز ذلك لجازمثله في سائر المقولات بل ذلك أولى لأنالأمور النسبية لا تعرف إلا بعد معروضاتهاالتي هي الكيفيات فعدلوا عن ذكر كل من الكمو الأعراض