و قد علمت أن الاستقامة و الاستدارة لايقبل التضاد و كذا التحديب و التقعير ليسابمتضادين لأن محل هذه الكيفيات إما الخطوطو إما السطوح فيستحيل أن يصير السطحالمقتب مستويا أو مقعرا مع بقائه فيالحالين فسقط ظن من توهم أن في الأمورالسماوية تضادا لأجل ما فيها من التقتيب والتقعير لأن موضوعهما سطحان متغايرانيمتنع اتصاف أحدهما بمثل ما يتصف به الآخر.
و أما الزوجية و الفردية فيتوهم في ظاهرالأمر أنهما متضادتان و ليس كذلك لعدمتعاقبهما على الموضوع و لأن كل معنيين و إنسميا باسمين محصلين لا يكفي في كونهمامتضادين عدم اجتماعهما في الموضوع فإنالفرد و إن كان محصل الاسم لكنه غير محصلالمعنى إذ الزوج هو العدد المنقسم إلىمتساويين و الفرد هو الذي ليس كذلك فمجردكونه لا ينقسم لا يوجب إلا سلبا يقارن جنسالموضوع لا نوعه و هذا لا يوجب الضدية فإنفهم للفردية معنى محصل فذلك المعنى أكثرأحواله أنه معنى مباين لا يشارك فيالموضوع هذا خلاصة ما ذكره الشيخ في هذاالمقام
المقالة الثالثة في حال الخلقة و كيفياتالأعداد و فيه فصول
فصل (1) في حال الخلقة و هو البحث الخامس
إنك علمت مما ذكر مرارا أن وحدة الوجودمعتبرة في جميع الحقائق في