كما ستعرف جميع ذلك في مواضعه و الآخرالناقص و هو الذي يحتاج إلى أمر خارج يمدهبالكمال مثل الأشياء التي تكون في الكون والفساد.
و الفرق بين التام و بين الكل و الجميعبالاعتبار فإنها متقاربة المعاني و ذلكبأن التام ليس من شرطه أن يحيط بكثرةبالفعل و لا بالقوة مثل كون الباري تاما والكل و الجميع من شرطهما ذلك.
و أما التمام و الكل فيما فيه كثرة فهمامتحدان في الموضوع و الفرق بأنه بالقياسإلى الكثرة الموجودة المحصورة فيه كل وبالقياس إلى ما يبقى شيء خارجا عنه تام.
فإن قلت فما معنى قول بعض أساطين الحكمة والتحقيق أن الباري كل الأشياء و قد تقرر أنكون الشيء كلا لا بد فيه من حضور كثرة فيذاته.
قلت ذلك معنى غامض حق يلزم من بساطته وأحديته أن يكون بحيث لم يكن حقيقة منالحقائق خارجا من ذاته بذاته و مع كونه كلالأشياء لا يوجد فيه شيء من الأشياء حتىيكون هناك كثرة لا بالفعل و لا بالقوة
المقالة الثانية في بقية المقولات و فيهفصول
فصل (1) في حقيقة الأين
عرف الأين بأنه هو كون الشيء حاصلا فيمكانه و ينبغي أن لا يكون نفس نسبة الشيءإلى مكانه و إلا لكان نوعا من مقولة المضافبل أمرا و هيئة يعرض له الإضافة إلى مكانه.
و ربما قيل كما أن السواد له ماهية و إضافةالمحل عرض لمهيته فكذلك الأين له ماهية وكونه في المكان إضافة عارضة لها و هو ليسبشيء فإن كون الشيء