و احتج الذاهب بأنه الهيولى
بأن المكان يتعاقب عليه المتمكنات والمادة يتوارد عليه الصور فيكون هو هي والزاعم بأنه صورة بأن المكان محدود حاصر والصورة محدودة حاصرة و القياسان منموجبتين في الشكل الثاني فلا ينتجان و إنصحح الأول بأن المكان يتعاقب عليهالمتمكنات و كلما يتعاقب عليه المتمكناتفهو مادة.
و الثاني بأن المكان محدود حاصر و كلمحدود حاصر فهو صورة تصير الكبرى كاذبة والذي دل أيضا على فساد هذين المذهبين أمورأحدها أن المكان يترك بالحركة و الهيولى والصورة لا تتركان.
و ثانيها أن المكان يطلب بالحركة و هما لاتطلبان بالحركة.
و ثالثها أن المركب ينسب إلى الهيولىفيقال باب خشبي و لا ينسب إلى المكان
فصل (13) في تحقيق ماهية المكان
قد علم في الفصل السابق إنية المكان
فنقول في تحقيق ماهيته أن الجسم لا شبهةفي أنه مال للمكان بكليته فلم يجز أن يكونغير منقسم و لا منقسما في جهة بل إما فيجهتين فيكون سطحا أو في الجهات فيكون بعداو إذا كان سطحا لا يجوز أن يكون حالا فيالمتمكن و إلا لانتقل بانتقاله بل فيمايحويه و لا بد أن يكون مماسا للمتمكن حاوياله من جميع الجوانب و إذا كان بعدا لم يجزأن يكون عرضا لتوارد المتمكنات عليه و لاماديا و إلا يلزم تداخل الجواهر الماديةفالمكان إما السطح