طبيعية لأن مطلوب الطبيعة محدود معينبالضرورة و المحدود لا ينتقل إليه ما لا حدله و إذا لم يكن الحركة طبيعية لم تكنقسرية إذ القسر على خلاف الطبع فحيث لا طبعلا قسر.
البحث الرابع من الحكمة المشرقية أنالجسم الغير المتناهي لا وجود له
فضلا عن أن يكون متحركا أو ساكنا و ذلك لأنالعلة القريبة لأحوال الجسم من مقداره وشكله و وضعه و سائر أحواله هي طبيعتهالسارية فيه و هي قوة جسمانية و كل قوةجسمانية فهي متناهية التأثير و التأثر فلوكان مقدار الجسم غير متناه يلزم صدور فعلغير متناه من القوة الجسمانية و هو محال.
البحث الخامس أن الجسم لو فرض كونه غيرمتناه لكان فعله و انفعاله واقعا لا فيزمان
و ذلك لأنه لو فعل فعلا زمانيا فمنفعلهإما أن يكون متناهيا أو غير متناه فعلىالأول فمن شأن جزئه أن ينفعل من جزء منالفاعل فإذا فعل جزء من غير المتناهي فيالمتناهي أو في جزء منه كانت نسبة ذلكالزمان إلى الزمان الذي يفعل فيه غيرالمتناهي كنسبة قوة غير المتناهي إلى قوةالمتناهي إذ الأجسام كلما كانت أعظم كانتقوتها أقوى و زمان فعلها أقصر فيجب من ذلكأن يكون فعل غير المتناهي لا في زمان و قدفرض في زمان و إن كان ذلك المنفعل غيرمتناه كانت نسبة انفعال جزء منه إلىانفعال الكل كنسبة الزمانين فيجب أن يقعانفعال كل جزء منه لا في زمان فيكون انفعالالجزء الأصغر أسرع من انفعال الجزء الأكبر