مئوفا و لا خفاء في انتفاء الواسطة حينئذ.
و أما إذا اعتبر في المرض أن يكون جميعالأفعال غير سليمة بأن يجعل عبارة عن هيئةيكون جميع أفعال العضو أعني الطبيعية والحيوانية و النفسانية مئوفة فلا خفاء فيثبوت الواسطة بأن يكون بعض أفعال العضوسليما دون البعض و إن اعتبرت آفة جميعالأعضاء فثبوت الواسطة أظهر و على هذايكون الاختلاف مبنيا على الاختلاف فيتفسير المرض.
و لأجل ذلك قال صاحب المباحثات و يشبه أنيكون النزاع لفظيا فمن نفي الواسطة أرادبالصحة كون العضو الواحد أو الأعضاءالكثيرة في وقت واحد أو أوقات كثيرة بحيثيصدر عنها الأفعال سليمة و بالمرض أن لايكون كذلك و من أثبتها أراد بالصحة كون كلالأعضاء بحيث يصدر عنها الأفعال سليمة وبالمرض كون كل الأعضاء بحيث يكون أفعالهمئوفة و في كلام الشيخ ما يشعر بابتنائهعلى الاختلاف في تفسير الصحة حيث ذكر فيأول القانون أنه لا يثبت الحالة الثانيةإلا لأن يحدوا الصحة كما يشتهون و يشترطواشروطا ما بهم إليها حاجة و ذلك مثل اشتراطسلامة جميع الأفعال ليخرج صحة من يصدر عنهبعض الأفعال سليمة دون البعض و من كل عضوليخرج صحة من بعض أعضائه صحيح دون البعض وفي كل وقت ليخرج صحة من يصح شتاء و يمرضصيفا و من غير استعداد قريب لزوالها ليخرجصحة المشايخ و الأطفال و الناقهين
فصل (11) في الفرح و الغم و غيرهما
قد يعرض للنفس كيفيات تابعة لانفعالاتتحدث فيها لما يرتسم في بعض قواها منالأمور النافعة و الضارة.
فمنها الفرح و الغم
فالفرح هو كيفية نفسانية يتبعها حركةالروح إلى خارج البدن طلبا للوصول إلىالملذ و الغم و هو كيفية نفسانية يتبعهاحركة الروح إلى داخل