و بالجملة فقوله الكليات يحمل علىالجزئيات الجوهرية إن أراد من الكلي مفهومالكلي و هو الكلي المنطقي و معروضه بما هومعروضه أو مجموع المعروض و العارض على وجهالتقييد فغير صحيح و إن أراد منه نفسالماهية التي من شأنها أن تكون معروضةللكلية أي الماهية من حيث هي هي بلا اعتبارقيد آخر و هي التي يقال لها الكلي الطبيعيفليس المبحوث عنه هاهنا هو الكلي بهذاالمعنى لأن البحث في أن الصورة المعقولةمن الجوهر بما هي صورة معقولة هل هي جوهرأم عرض.
و أما سخافة الوجه الثالث فلأن الوسط و هيالماهية لم يتكرر في الجانبين بمعنى واحدفإن جوهرية الشخص كزيد مثلا مسلمة أنهالماهيته الإنسانية لكن لا نسلم أن الماهيةالمعقولة منه جوهر بل اللازم منه أنالماهية المطلقة أعم من أن تكون محسوسة أومعقولة ماهية جوهر أي ماهية أمر وجوده لافي موضوع فاللازم منه أن يكون بعض أفرادهاأعني المحسوسات الخارجية جواهر إذالمهملة في قوة الجزئية فيكفي لصدقها تحققالمحمول في بعض الأفراد.
فثبت في هذا المقام و لا تكن من الخالطين ولنرجع إلى ما كنا فيه من تحقيق كون الجوهرجنسا لما تحته من الأفراد الخارجية أمعرضا لازما
ظنون و إزاحات
إن لصاحب المباحث المشرقية وجوها منالحجج اعتمد عليها في نفي كون معنى الجوهرمقوما للأنواع المتدرجة تحته.
فلنورد كلا منها على الوجه الذي قرره ثمنذكر بيان الواقع فيه.
فالوجه الأول
أن الجوهر لو كان جنسا للأنواع الداخلةفيه لوجب أن يمتاز بعضها عن بعض بفصول.
و تلك الفصول إما أن تكون في ماهياتهاجواهر أو لا يكون فإن لم تكن كانت أعراضا وذلك محال لأن العرض قوامه بالجوهر و مايتقوم بالشيء لا يكون مقوما له فتعين أنيكون جوهرا.