نحو وجوده.
و أما من ذهب إلى أن الوجود لا حقيقة له ولا صورة منه في الخارج فلا محالة يلزمهالقول بأن العلية و المعلولية و التقدم والتأخر الذاتيين لا يكون إلا من جهةالماهيات و بحسبها فإذا كانت العلة والمعلول جوهرين كالعقل و النفس أو كالمادةو الصورة و ما يتركب منهما فلا بد علىمذهبه أن يكون الماهية الجوهرية في كونهاماهية جوهرية علة لماهية جوهرية أخرى كذلكلأن هذا من ضروريات كون الوجود أمراعتباريا فإن الأمر الاعتباري لا يكونفاعلا مؤثرا و لا مجعولا منفعلا فما ذكرههذا المعترض غير وارد على شيء منالمذهبين بل ذلك وارد على من جمع في مذهبهمن كل واحد من المذهبين شيئا فرأى رأيالمشائين في نفي التفاوت بين الذاتيات والماهيات بالتقدم و التأخر و الأولوية وعدمها و رأى رأي الرواقيين في أن الوجودأمر ذهني لا تأثير لها و لا تأثر و إنماالجاعلية و المجعولية بحسب الماهيات لاغير فيلزم عليه التناقض و قد مر في أوائلهذا السفر ورود هذا الإلزام على جمع منالأعلام و قد خرقوا الإجماع المركب الواقعمن الحكماء العظام و صادموا البرهانالمتبع للعقول في الأحكام.