حارتان غريزيتان و لها طبقات كثيرة الروحالتي هي مطية النفس في هذا العالم جوهرناري غير مركب من العناصر كما زعمهالجمهور بل هي من جنس الأجرام السماويةغير قابلة للموت و البرد لكونها حيةبالذات نعم قد تعدم و لا يوجد لا أنها تموتو فرق بين الفساد و العدم كما أنه فرق بينالوجود و التكوين و هذه المباحث بعيدة عنأذهان أكثر المستقلين بالفكر فضلا عنالمقلدين
فصل (3) في ماهية الرطوبة و اليبوسة وإنيتهما
ورد في كلام بعض المتقدمين أن رطوبة الجسمكونه بحيث يلتصق بما يلامسه و رده الشيخبأن الالتصاق لو كان للرطوبة لكان أشدالأجسام التصاقا أشدها رطوبة فما ليس كذلكو إلا لكان العسل أرطب من الماء فالمعتبرفي الرطوبة سهولة القبول للتشكل و تركهفهي الكيفية التي بها يكون الجسم سهلالتشكل بشكل الحاوي الغريب و سهل الترك لهو اليبوسة هي التي يعسر بها قبول الشكلالغريب و تركه و قال الإمام الرازي بأنالمعتبر في الرطوبة سهولة الالتصاق ويلزمها سهولة الانفصال فهي كيفية بهايستعد الجسم لسهولة الالتصاق بالغير وسهولة الانفصال عنه و لا نسلم أن العسل أشدالتصاقا من الماء إن عنيت به سهولةالالتصاق إذ لا شك أن الشيء كلما كانأرطب كان أسهل التصاقا من الماء و إن عنيتلشدة الالتصاق أو كثرته دوام الالتصاقفنحن لا نفسر الرطوبة بدوام الالتصاق حتىيلزمها أن يكون الأدوم التصاقا أرطب.و أيضا ليست الرطوبة نفس الالتصاق حتىيكون الأدوم أرطب بل الالتصاق عرض من بابالإضافة و الرطوبة من باب الكيف بل هي مابه يستعد الجسم للالتصاق و يلزمها لامحالة سهولة الانفصال المنافي لصعوبةالانفصال.
أقول اعتراض الشيخ ليس على تفسير الرطوبةبسهولة الالتصاق و الانفصال كما يدل عليهظاهر كلامه و لهذا يوجد هذا التفسير في بعضكتبه بل مبناه على أنه لا تعرض