و إما أن يكون في كل منهما صفة حقيقية غيرذات الموضوع لأجلها صار مضافا كالعاشق والمعشوق فإن في العاشق هيئة إدراكية هيإضافة العشق و في المعشوق هيئة مدركةلأجلها صار معشوقا لعاشقه و إما أن يكون فيأحدهما مثل العالم و المعلوم فإن العالميحصل في ذاته كيفية هي العلم صار بها مضافاو المعلوم لم يحصل في ذاته شيء آخر به صارمعلوما.
هذا ما يستفاد من كلام الشيخ و غيره و ليفيه نظر كما قدمنا بيانه.
و منها ما قال الشيخ في الشفاء يكاد يكونالمضافات منحصرة في أقسام المعادلة و التيبالزيادة و التي بالفعل و الانفعال ومصدرها من القوة و التي بالمحاكاة.
فأما التي بالزيادة فإما من الكم و هوظاهر و أما من القوة فكالغالب و القاهر والمانع.
و أما التي بالفعل و الانفعال فكالأب والابن و القاطع و المنقطع و التيبالمحاكاة كالعلم و المعلوم و الحس والمحسوس فإن العلم يحاكي هيئة المعلوم والحس يحاكي هيئة المحسوس و وجه الضبط لايخلو تحصيله عن صعوبة.
و منها أن المضاف عارض لجميع المقولات
ففي الجوهر كالأب و الابن و العالم والمعلوم و في الكم أما المتصل فكالعظيم والصغير و أما المنفصل فكالكثير و القليل وفي الكيف كالأحر و الأبرد و في المضافكالأقرب و الأبعد و في الأين كالعالي والسافل و في المتى كالأقدم و الأحدث و فيالنصبة كالأشد انتصابا و انحناء و فيالملك كالأكسى و الأعرى و في الفعلكالأقطع و الأصرم و في الانفعال كالأشدتسخنا و تقطعا و الأضعف
فصل (9) في أن المضاف هل يقبل التضاد والأشد و الأضعف أم لا
و اعلم أن المضاف بما هو مضاف طبيعة غيرمستقلة الوجود بنفسها كما تبين