الحسية كيف و قد صرح في كثير من المواضع أنكل محسوس مما له صورة مساوية في الحس و لافرق في ذلك بين المبصرات كلألوان و بينالملموسات كالثقل و الخفة و هذا هو الذيوعدناه في الفصل المقدم.
و أما الخاصة الغير الشاملة فكثير
لا يحتاج إلى البيان.
و أما التقسيم
فالكيفية المحسوسة إن كانت راسخة كصفرةالذهب و حلاوة العسل سميت انفعاليات و ذلكلانفعال الحواس عنها أولا و لكونهابخصوصها أو عمومها مانعة للمزاج الحاصل منانفعال العناصر بموادها فالخصوص كما فيكيفيات المركبات كحلاوة العسل و العمومكما في كيفيات البسائط كحرارة النار فإنالحرارة بما هي حرارة قد تكون مانعةللمزاج الحاصل بالتركيب و انفعال المواد وهذا معنى قولهم بشخصها أو نوعها و إلافالحرارة أنواع كثيره فالحرارة النارية وإن لم يكن حصولها بانفعال المادة لكن منشأن الحرارة المطلقة أن يحدث بالانفعال فيمادة و كذا الحلاوة العسلية و إن لم يكن فيالعسل على سبيل انفعال من العسل لكنهاإنما حدثت على انفعال في أمور تكونت عسلافانفعلت انفعالا صارت لأجل ذلك حلوة و إنكانت غير راسخة سميت انفعالات لأنها لسرعةزوالها شديدة الشبه بأن تنفعل فهي و إنكانت داخلة في القسم الأول لأجل السببينالمذكورين لكنها لقصر زمانها و سرعةزوالها امتنعت عن اسم جنسها و اقتصر علىمجرد الانفعال
فصل (2) في الرد على القول بأن كيفياتالأجسام نفس أشكالها و بأنها نفس الأمزجة
زعم بعضهم أن لا حقيقة للكيفيات المحسوسةبل هي مجرد انفعالات تعرض للحواس فإذا قيللا بد لانفعال الحاسة من بعضها دون بعض وببعض الكيفيات دون بعض من سبب و إلا لانفعلالبصر من الشفاف مثل ما ينفعل من الملونأجابوا بأن الأجسام