عند حد واحد ثم عرض إن كانت الحدود خطوطاعرض إن كانت النهاية نقطة ثم إن أبي أحدهذا و جعل اسم الزاوية للمقدار من حيث هومنته إلى نقطة لم أناقشه فيه و صار معنىالزاوية أخص مما ذكرناه و خرج من جملةالزاوية و من جملة الشكل شيء يعرض أيضاللمقادير من جهة الحدود
لقبولها القسمة و قبولها المساواة واللامساواة و هذا مشترك بين الكم و الكيفالمختص به و الفرق بينهما بأن في أحدهمابالذات و في الآخر بالعرض فأصل قبولالقسمة و المساواة و عدمها على الإجمال لايكفي في هذا المطلب.
و احتج ابن الهيثم على إبطال ذلك بأنه قالكل زاوية فإن حقيقتها تبطل بالتضعيف مرةأو مرات و لا شيء من المقدار تبطل حقيقتهبالتضعيف مرة أو مرات فلا شيء من الزاويةبمقدار.
بيان ذلك أن القائمة إذا ضوعفت مرة واحدةارتفعت حقيقتها و إلحاده إذا ضوعفت مراتبطلت حقيقتها فثبت أن الزاوية تبطلبالتضعيف.
أقول يمكن الجواب بأن الزاوية نوع منالمقدار أو صنف منه و تضعيفها و إن أبطلهامن حيث كونها نوعا مخصوصا و لكن لم يبطلهامن حيث كونه مقدارا فإن الثلاثة مثلا نوعمن العدد إذا ضوعفت لم يكن المجموع ثلاثةبل ستة فبطلت بالتضعيف من حيث كونها نوعاخاصا و لم يبطل من حيث كونها عددا أ لا ترىأن القوس كنصف الدائرة خط بالاتفاق فإذاضوعفت لم يبق كونها قوسا بل خطا مستديرا.
بأنها تقبل المشابهة و اللامشابهة و ليسذلك بسبب موضوعها الذي هو الكم فإذن ذلكلها بالذات فيكون كيفا.