حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 187
نمايش فراداده

«186»

بسيطة بحسب الخارج و إن كان لها جنس و فصلعقليان عند التحليل فإن السطح و الخطوطالأربعة و النقاط ليست أجزاء لحقيقةالمربع أو التربيع و إلا لزم تركيب حقيقةواحدة من أجناس مختلفة و هو محال كما أفادههو و غيره من الحكماء المحصلين بل الأمورالمذكورة من الشرائط الخارجية دونالمقومات.

و أما تحقيق البحث السادس و هو أن يعرف مايتركب وجوده من مبدئي أثرين إلى أيهماأميل فقد أشرنا في نظير هذا المقام عندمباحث الصور النوعية إلى قاعدة وضعناهالتعرف حال الشي‏ء الصوري في أنه جوهر أوعرض بها يعرف أن المشكوك فيه جوهر أو عرضفقد وضع هاهنا نظير تلك القاعدة.

فقال الشيخ لا يخلو إما أن أحدهما أولىبأن يكون موصوفا و الآخر صفة كالمربع الذييعنى به سطح ذو هيئة فإن السطح هو الموصوفو الهيئة عارضة له فالجملة من مقولةالموصوف فإن السطح ذا الهيئة سطح لا هيئة والمجموع يحق عليه أنه سطح.

و أما إذا اختلفا و ليس أحدهما أولاللشي‏ء و الآخر ثانيا بسبب الأول و بعدهفإن ذلك الاجتماع منهما يكون جمعا عرضيا ولا يكون على سبيل أمر له اتحاد في طبعه ويكون كحال الكتابة و الطول فلا يكونللكتابة و الطول اجتماع يحصل منه جملةواحدة فلا يستحق ذلك مقولة بل يدخل فيالمجموع و المجموع مركب فيكون مقولات هذهالأشياء أيضا مركبة من مقولات.

أقول التحقيق أن الواقع تحت شي‏ء منالمقولات أو الأجناس لا يكون إلا أمراوحدانيا و التركيب لا يكون إلا بحسب مايخرج عنه و حقيقة المربع ليست إلا مقدارافقط مع تعين خاص و ذلك التعين هو فصلهالمتحد مع جنسه في الوجود و الجعل و وجودالخطوط و الزوايا و النقاط كلها من لوازمذلك الفصل لا من أجزائه و هكذا الأمر فيجميع الأشكال المسطحة و المجسمة الكثيرةالأضلاع و غيرها فالمجسم الذي هو ذو اثنيعشر ضلعا مخمسات مثلا مقدار واحد يتحصلبفصل واحد لا تركيب له إلا