حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 202
نمايش فراداده

«201»

صدقا خارجيا كما هو في القضايا الخارجيةكقولنا الإنسان كاتب أو أبيض فالمضاف بهذاالمعنى موجود لصدق قولنا السماء فوق الأرضو زيد أب و هذا بخلاف الأمور الذهنيةكقولنا الحيوان جنس و الإنسان نوع فإنالجنسية و النوعية و ما أشبههما ليست منالأحوال الخارجية التي تثبت للأشياء فيالأعيان بل في الأذهان.

و بهذا يعلم فساد رأي من زعم من الناس أنالإضافة غير موجودة في الأعيان بل منالاعتبارات الذهنية كالكلية و الجزئية.

و احتج عليه بأمور

الأول أن الإضافة لو وجدت في الخارج لزمالتسلسل

لأنها تكون لا محالة موجودة حينئذ في محلفكونها في المحل شي‏ء و كونها في نفسهاشي‏ء آخر فإن الأبوة مفهومها غير معنىكونها في محلها فيكون إضافتها إلى المحلإضافة أخرى و الكلام فيها كالكلام فيالأول و يلزم منه التسلسل فأجاب الشيخ عنهبأن قال يجب أن ترجع في حل هذه الشبهة إلىحد المضاف المطلق.

فنقول المضاف هو الذي له ماهية معقولةبالقياس إلى غيره فكل شي‏ء في الأعيانيكون بحيث ماهيته إنما يعقل بالقياس إلىغيره فذلك الشي‏ء من المضاف لكن فيالأعيان أشياء كثيرة بهذه الصفة فالمضاففي الأعيان موجود.

ثم إن كان في المضاف ماهية أخرى فينبغي أنيجرد ما له من المعنى المعقول بالقياس إلىغيره فذلك المعنى هو بالحقيقة المعنىالمعقول بالقياس إلى غيره و غيره إنما هومعقول بالقياس إلى غيره بسبب هذا المعنى وهذا المعنى ليس معقولا بالقياس إلى غيرهبسبب شي‏ء غير نفسه بل هو مضاف لذاته فليسهناك ذات و شي‏ء هو الإضافة