حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 217
نمايش فراداده

«216»

في المكان ليس ككون السواد في المحل فانوجود السواد بعينه هو وجوده في المحل لاأمر زائد على وجوده و إن لم يكن عين مهيتهلكن زيادة الوجود على الماهية إنما هيبحسب التصور لا بحسب الواقع و هذا بخلافكون الشي‏ء في المكان فإنه لا بد أن يكونهذا الكون في المكان أمرا زائدا على وجودهفي نفسه و إلا لم يكن صفة زائدة على هذاالجوهر الجسماني و لكان قد بطل وجوده فينفسه عند مفارقة مكانه و حصل له وجود آخر ولصار المعدوم بعينه معادا فليس كونالشي‏ء في المكان كونه في الأعيان فإنكونه في الأعيان نفس وجوده و لو كان كونهفي المكان وجودا له لكان كونه في الزمانأيضا وجودا له فكان لشي‏ء واحد وجوداتكثيرة.

أقول و يمكن أن يقال إن الشي‏ء الجسمانيكونه في المكان المطلق أو في الزمان مطلقاو إن كان هو بعينه نحو وجوده الخاص به لاأمرا زائدا عليه إلا أن كونه في مكان معينأو زمان معين أمر زائد على وجوده في نفسهفذلك الأمر الزائد نسميه الأين أو المتى وكل منهما غير نفس الإضافة لأن المراد منهمبدء إضافة المكان أو الزمان.

و قد استدل صاحب المباحث على أن الكون فيالمكان ليس هو بعينه الكون في الأعيانالذي هو الوجود بوجه آخر و هو أن الوجودوصف مشترك في الموجودات كلها فلو كانحقيقة الوجود في الأعيان هو الكون فيالمكان لكانت الموجودات كلها كائنة فيالمكان و حيث لم يكن كذلك علمنا أن كونالشي‏ء في المكان مفهوم مغاير لوجودالشي‏ء في نفسه.

أقول هو منقوض بكل من الموجودات المخصوصةلجريان ما ذكره فيه فيلزم عليه مما ذكره أنيكون كون الجسم ماديا و كون العقل مفارقا وكون الحيوان