في ذلك المكان المعين فلو توقف الحصول فيذلك المكان على حصول تلك الصفة فيه لزمالدور و هو محال.
أقول فيه نظر من وجهين أحدهما إن تلكالصفة يمكن أن يكون جزء من العلة أو معداأو شرطا فلا يلزم مقارنتها للمعلول علىوجه الضرورة.
و ثانيهما إن حصول تلك الصفة و إن لم يتحققإلا عند كون المتمكن في مكانه لكن ذلك بحسبالظرفية المقارنة لا بحسب السببية والتقدم و الفرق بين المعنيين كالفرق بينالقضية المشروطة ما دام الوصف و المشروطةبشرط الوصف و الثانية أخص من الأولى والأعم لا يستلزم الأخص فإن كل كاتب يحتاجإلى حركة الأصابع في وقت الكتابة و تلكالحركة ضرورية على ذلك الوقت بأسبابهاالمؤدية إليها في ذلك الزمان و ليس أنالكتابة أوجبت تلك الحركة بل العكس أولىفإن وجود تلك الحركة يقتضي وجود الكتابةفي الخارج
فإن الكون في المكان الذي عند المحيط هومقابل للكون الذي عند المركز و هما أمرانوجوديان بينهما غاية التخالف و لا يجتمعانفي موضوع واحد في آن واحد و صح تعاقبهماعليه فهما متضادان.
لكن قبوله لهما ليس بحسب جنس الأين فإنكون الشيء في مكانه لا يكون أشد من كونشيء آخر في مكانه لأن مفهوم الحصول فيالمكان لا يقبل الشدة و الضعف بل إنما يقبلالجسمان الأشد و الأضعف بحسب طبيعة نوعيةلمكانها كالفوق أو التحت أو فيهما [غيرهما]كالجسمين إذا كانا في الفوق و أحدهما أعلىمن الآخر أي كان أقرب إلى الحد الذي هوالمحيط فهو أشد فوقية من الآخر.