ظرف التحليل ماهية ناقصة لا يقتضي شيئا منالغناء و الحاجة إلا بما يتحد معه فيالوجود و يحله عند التحليل كسائر الصورالنوعية فإن الجسم بما هو جسم لا يقتضي فيذاته أن يكون حيوانا و لا أن يكون غيرحيوان بل كل من الاقتضاءين حصل له بصورةأخرى محصلة للجسمية الطبيعية فهكذا حالالتعليمية و ذلك لأن حلول تلك الصور عندناحلول اتحادي للجسم بما هو جسم.
و لك أن تقول فإذن يلزمك تجويز الخلاء فيالخارج لأنه مقدار مجرد.
فاعلم أن الخلاء على تقدير وجوده ليس مجردمقدار بل مقدار ذو وضع واقع في جهات العالمو المقدار في ذاته لا وضع له بهذا المعنى وقد مر الفرق بين الوضع الذي هو بمعنىالمقولة و الذي يوجد في المقادير.
ثم اعلم أن كلما يتصوره الإنسان و له معنىمحصل في خياله أو في عقله فيمكن وجوده فيالخارج إلا لمانع و المانع إنما هي متحققهفي هذا العالم المادي الواقع تحت الجهاتالقابل للمتضادات و سنقيم البرهان علىوجود الصور المفارقة المقدارية في الخارجكما على وجود الصور المفارقة العقلية فيهفإذا تخيلنا الأبعاد الثلاثة من غير أنيلتفت إلى شيء من المادة و أحوالها كانذلك المتخيل جسما تعليميا و لا يوجد فيالخيال إلا متناهيا و إذا تخيلنا الجسمالمتناهي فقد تخيلنا انقطاعه و نهايته وذلك هو السطح باعتبار كونه منقسما فيالجهتين لا باعتبار التناهي لكونه عدميا والعدمي لا يقع تحت مقوله و ذلك السطحباعتبار تجرده عن الأحوال المادية منالألوان و الصقالة و الخشونة و غيرها هوالجسم التعليمي و كذلك الخط التعليميلكنهما لا يفترقان عن الجسم التعليمي و قدعرفت فيما مضى الفرق بين أن ينظر إلىالشيء لا بشرط أن يكون معه غيره و بين أنينظر إليه بشرط أن لا يكون معه