حکمة المتعالیة فی الأسفار العقلیة الأربعة

صدرالدین محمد بن ابراهیم

جلد 4 -صفحه : 286/ 85
نمايش فراداده

«84»

فصل (6) فيما يظن دخوله في الكيفياتاللمسية و ليس منها

فمن ذلك الخشونة و الملاسة و الصلابة واللين و إنما يقع الاشتباه في مثل هذهالأمور لعدم الفرق بين ما بالذات و مابالعرض فالخشونة اختلاف الأجزاء والملاسة استواؤها و هما من باب الوضع علىأن المحسوس ليس مجرد الوضع أيضا بل أمر آخرمن صلابة أو لين أو حرارة أو برودة أوغيرهما فليسا من هذا الباب.

أما اللين فله صفتان الانغمار الحاصل فيهو هو من باب الحركة مع تقعير في سطحه منها وهو من باب الكيفيات المختصة بالكميات وليس اللين نفس هاتين الصفتين لأنه موجودمع عدمهما و لأن اللين غير محسوس بالبصر وهما محسوسان به فاللين عبارة عن استعدادتام نحو الانغمار و كذا الصلب فيه أموربعضها عدمي و هو عدم الانغمار و بعضهاوجودي فمنه المقاومة المحسوسة و منه بقاءالشكل و ليست الصلابة شيئا منها.

أما العدم فظاهر أما الشكل فقد علمت أماالمقاومة فلو كانت صلابة كان الهواء الذيفي الزق المنفوخ صلبا و كذا الرياح الهابةبل الصلابة هي الاستعداد الطبيعي نحواللاانفعال و الاستعداد و اللااستعدادليسا مما يدرك بالحس فضلا عن اللمسفالصلابة و اللين من باب الكيفياتالاستعدادية.

و أما سائر الكيفيات الحاصلة بالامتزاجبين أوائل الملموسات أعني الأربعالفعليتين و الانفعاليتين فاللائق بذكرهاموضع آخر حين نشتغل بذكر مباحث الأجسامالطبيعية.

و أما الكيفيات المذوقة و إن ناسب أن تردفبهذا المقام لكون المذوق تلو الملموس لكنأخرناها لكون البحث عنها مختصرا فحاولناإرداف الكيفيات المبصرة بهذا الموضعاستمدادا من فاعل الخير و الجود واستجلابا لإفاضة العلم و إكمال الوجود