موجز فی أصول الفقه

جعفر السبحانی‏

جلد 1 -صفحه : 233/ 36
نمايش فراداده

الأمر الحادي عشر: الصحيح و الأعم

هل أسماء العبادات و المعاملات موضوعةللصحيح منهما، أو للأعم منه؟

يعرب عنوان البحث عن تفريعه على المسألةالسابقة، أعني: ثبوت الحقيقة الشرعية.

فعندئذ وقع الكلام في أنّ النبي (صلّىالله عليه وآله وسلّم) هل نقلها إلى القسمالصحيح من تلك المعاني، أو الأعم. و أمّاعلى القول الآخر فلا ينطبق عليه عنوانالبحث كما لايخفى، و من أراد البحث على ضوءالأقوال الأربعة فلابدّ من تغيير عنوانالبحث على وجه ينطبق على الجميع.

و لنقدّم البحث في العبادات علىالمعاملات فنقول:

تطلق الصحّة في اللغة تارة على ما يقابلالمرض، فيقال: صحيح و سقيم. و أُخرى على مايقابل العيب، فيقال: صحيح و معيب.

و الأوّلان(الصحة و السقم) أمران وجوديانعارضان على الشيء، فيكون التقابل بينهماتقابل التضاد.

و الثانيان (الصحّة والعيب) أمران أحدهماوجودي و الآخر عدمي، و التقابل بينهماتقابل الملكة و العدم، كالمبيع الصحيح والمعيب.

وأمّا الصحة اصطلاحاً في العبادات فقدعرِّفت تارة بمطابقة المأتي به للمأموربه، وأُخرى بما يوجب سقوط الإعادة والقضاءويقابلها الفساد.وأمّا في