موجز فی أصول الفقه

جعفر السبحانی‏

جلد 1 -صفحه : 233/ 50
نمايش فراداده

سؤال: انّ هيئة افعل و إن كانت تستعمل فيالبعث كقوله سبحانه:(وَأَقِيمُواالصَّلاة وَآتُوا الزَّكاة) (البقرة/43) أوقوله: (أَوفُوا بِالعُقود) (المائدة/1) و لكنربما تستعمل في غير البعث أيضاً.

كالتعجيز مثل قوله سبحانه:(وَ إِنْكُنْتُمْ فِي رَيْب مِمّا نَزَّلنا عَلىعَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَة مِنْمِثْلِهِ)(البقرة/23).

والتمنّي كقول الشاعر:


  • ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي بصبحوما الإصباح منك بأمثل

  • بصبحوما الإصباح منك بأمثل بصبحوما الإصباح منك بأمثل

إلى غير ذلك من المعاني المختلفةالمغايرة للبعث. فيلزم أن تكون الهيئةمشتركة بين المعاني المختلفة من البعث والتعجيز و التمنّي.

الجواب: انّ هيئة إفعل قد استعملت في جميعالموارد في البعث إلى المتعلّق و الاختلافإنّما هو في الدواعي، فتارة يكون الداعيمن وراء البعث هو ايجاد المتعلق في الخارجو أُخرى يكون الداعي هو التعجيز و ثالثةالتمني و رابعة هو الإنذار والتهديدكقوله:(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهعَمَلَكُمْ وَرسُولُهُوَالمُؤْمِنُونَ)(التوبة/105) إلى غير ذلكمن الدواعي ففي جميع الموارد يكونالمستعمل فيه واحداً و إنّما الاختلاف فيالدواعي من وراء إنشائه.

ونظير ذلك، الاستفهام فقد يكون الداعي هوطلب الفهم، و أُخرى أخذ الإقرار مثلقوله:(هَلْ يَسْتَوي الّذينَ يَعْلَمُونَوَ الّذينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر/9).والمستعمل فيه في الجميع واحد و هو إنشاءطلب الفهم.

المبحث الثاني: دلالة هيئة الأمر علىالوجوب

قدعرفت أنّ هيئة إفعل موضوعة لإنشاءالبعث و أنّها ليست موضوعة للوجوب و لاللندب، و أنّهما خارجان عن مدلول الهيئة ـو مع ذلك ـ هناك