دین فطرة

مرتضی مطهری

نسخه متنی -صفحه : 14/ 6
نمايش فراداده

«4»

الدين فطرة

2 ـ الدين وليد الجهل، فقد اعتقد البعضبأنّ العامل لوجود الدين، هو جهل البشر،فالانسان بطبعه، يميل إلى معرفة العللوالقوانين الحاكمة في الكون، وفي حوادثه،وربما انّه لم يعرفها، نسبها لما وراءالطبيعة.

3 ـ الرغبة في العدالة والنظام، ذهب البعضإلى أنّ الدافع على الدين وانتماء البشراليه، هو الرغبة في العدالة والنظام، فحينلاحظ الظلم والاضطهاد، وعدم العدالة فيالمجتمع والطبيعة، لذلك، أوجد الدينوتثبث به، لتسكين آلامه النفسية وتهديئها.

وقد ذكر اصحاب هذه الفرضيات الثلاث،بانّه مع تقدم العلم وتطوره، فسوف يزولالدين لوحده ويحتل العلم موقع الدين،لذالك، دعوا إلى تطوير العلم وتنميته،لانّه في رأيهم، أنّ العالم يعني غيرالمتدين.

4ـ الفرضية الماركسية: وتعتقد الماركسية،بأنّ الدين قد وجد، لأجل أن تحتفظ الطبقةالمستثمرة، بامتيازاتها، ومكانتها،وسلطتها بين الشعوب، ففي مرحلة الشيوعيةالاولى، لم يكن وجود للدين، وقد وجدت ـلبعض العوامل ـ الملكية الخاصّةوالطبقية، ووجدت طبقة حاكمة، وطبقةمحكومة، محرومة: وفي المرحلة الاقطاعيةوالرأسمالية، انشأت الطبقة الحاكمة فكرةالدين، حتى لا تثور الطبقة المحرومةبوجهها، فالدين لجامٌ لجام غضبها، وافيونلهذه الطبقات المحرومة، لتبقى سادرة فيسباتها وغيبوبتها.

والملاحظ أنّ سائر الفرضيات قد جعلتالعلم يأخذ موقع الدين، وأما هذه الفرضية،فلم تلتزم بقيام العلم مقام الدين، فانّالماركسية رأت بأنّ العلم تطور وتقدّم،ولكن الدين لا زال باقياً ولم يتعرّضللفناء، لاحظوا بأنّ كبار العلماء منالملتزمين بالدين، كباستور وغيره.

لذالك اعتمدت الماركسية على الطبقيةفأكّدت بأنّه مادام للطبقات وجود فالدينلا يزول، بل سيظل محتفظاً بوجوده، لوجودهذه الطبقية في الشعوب، فانّ الدين وليدالطبقية، فاذا ساد العالم المذهبالاشتراكي، وزالت الطبقية فإنّ الدينسيزول لوحده.

إنّ الماركسيين يعتقدون: بأنّ الدين شراكتنصبه الطبقة الحاكمة، للطبقات الكادحةالمحرومة، فلو تساوى الجميع، وزالتالطبقية فسيزول الدين بنفسه، لأنّه لاحاجة لهذا الشراك آنذاك.

وبايجاز: فانّهم دعوا إلى تحقيق المساواةالتامّة، بين افراد المجتمع، كشرط ضروريللقضاء على الدين.

ولكن هذه الفرضية كأخواتها لم تثبت للنقدالعلمي إذ ثبت أنّ الدين أسبق وجوداً منالملكية، ففي مرحلة الشيوعيّة البدائية،وحين لم يكن للطبقات وجود، كان الدينموجوداً آنذاك، بالاضافة إلى أنّ الواقعالتاريخي، لا يتلاءم وهذه الفرضية.