تاریخ ابن أعثم الکوفی

احمد بن علی اعثم کوفی الکندی‏

جلد 1 -صفحه : 265/ 128
نمايش فراداده

عبيد (1) بن مسعود الثقفي فقال: إنا سمعناكلامك و أنا أول من أجاب إلى هذه الدعوة والجهاد في سبيل الله، أنا و من أجابني منقومي و عشيرتي. قال: ثم وثب سليط بن قيس (2)الأنصاري فقال: يا أمير المؤمنين! إنما كانقعودنا عن هؤلاء الفرس إلى وقتنا هذاشقشقة من شقاشق الشيطان، ألا! و إني قدوهبت نفسي للّه، أنا و من أجابني من بنيعمي و من اتبعني. قال: فلما سمع الناس كلامهو كلام أبي عبيد (1) ضجوا من جانبي المسجد وقالوا: يا أمير المؤمنين! ول علينا رجلا منالمهاجرين أو الأنصار (3) حتى نسير معه إلىعدونا. قال عمر: لعمري و الله! ما أجد لهاأحق من الذي أندب إليه بديا- يعني أبا عبيد(1) بن مسعود الثقفي، و لولا أن سليط بن قيسعجول في الحرب لأمرته عليكم (4)، و لكن أبوعبيد (5) هو الأمير و سليط بن قيس هو الوزير،فقال الناس: سمعنا و أطعنا.

قال: ثم تجهز الناس للخروج مع أبي عبيد (1)،و خرج أبو عبيد (1) من مدينة رسول الله (صلّىالله عليه وسلّم و آله) في أربعة آلاف (6) منالمهاجرين و الأنصار و العبيد و الموالي ومعهم المثنى بن حارثة الشيباني حتى نزلالقوم بإزاء العراق، و اجتمعت قبائل ربيعةإلى المثنى بن حارثة الشيباني في قريب منألف رجل، فصار القوم خمسة آلاف يزيدونقليلا.

و نزل القوم بإزاء مسلحة و فيها قائد منقواد كسرى يقال له جابان، فلما رأى جابانأن العرب قد نزلت بساحته جمع نواحيه و ضمإليه جيشه (7) و خرج يوما على

(1) بالأصل: أبو عبيدة خطأ. و ما أثبتناه عنالطبري. و في فتوح البلدان ص 251 أبو عبيدةبن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بنعوف بن ثقيف. و هو أبو المختار بن أبي عبيد.

(2) في فتوح البلدان: «عمرو» خطأ.

(3) و لم يكن أبو عبيد صحابيا (البداية والنهاية).

(4) زيد في الطبري: و في التسرع إلى الحربضياع إلّا عن بيان، و الله لو لا سرعتهلأمّرته، و لكن الحرب لا يصلحها إلاالمكيث.

(5) بالأصل: أبو عبيدة خطأ.

(6) في فتوح البلدان ص 251: في ألف. و فيالبداية و النهاية 7/ 32 سبعة آلاف.

(7) و ذلك في نواحي تستر كما في فتوحالبلدان ص 251 و عند الطبري 3/ 448 و ابن الأثير2/ 85 و البداية و النهاية 7/ 32 بموضع يقال لهالنمارق. (بين الحيرة و القادسية).