تاریخ ابن أعثم الکوفی جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
على عمر بن الخطاب (1) رضي الله عنه و هو فيمسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمهاجرون و الأنصار عن يمينه و شماله،فوقف بين يديه و سلم على عمر، فقال: من أنتأيها الرجل؟ فقال: أنا المثنى بن حارثةالشيباني، فقال عمر: مرحبا بك و سهلا، حياكالله و قربك و حيا حيّا أنت منه! فلقد سمعتأخبارك بديا، و لقد كنت أحب أن أراك، فماالذي أقدمك يا مثنى؟ قال: ما قد تبينت به منالفرس و تعديهم عليّ و على قومي، قال: فقالله عمر رضي الله عنه: إني قد سمعت قولك يامثنى! فصف لي أرضهم، فقال: هي أرض كثيرةالزرع و الضرع، ترابها مال و أمرها عال،قال:
فصف لي رجالها، فقال: هم رجال طوال، عظامجسام، شديد كلبهم كثير سلبهم، ضعيفةقلوبهم لا منعة لهم من صدقهم عليهم.
قال: فنشط عمر لغزوهم فقال في الناس خطيبافحمد الله و أثنى عليه ثم قال (2): أيهاالناس! إن الله عز و جل وعد نبيه محمدا صلّىالله عليه وسلّم أن يفتح عليه فارس والروم! و الله لا يخلف وعده و لا يخذل جنده،فسارعوا رحمكم الله إلى جهاد أعدائكم منالفرس، فإنكم بالحجاز في غير دار مقام و قدوعدكم الله عز و جل كنوز كسرى و قيصر، والمواعيد من الله عز و جل مضمونة و أمرالله تعالى مفعول، و القول من رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم مقبول، و ما لميورثكموه الله عز و جل اليوم يورثكموهغدا، و إنكم لن تغنموا حتى تغيروا و لنتستشهوا حتى تقاتلوا، و هذا المثنى بنحارثة قد أتاكم من العراق يدعوكم إلى جهادعدوكم، فسارعوا رحمكم الله إلى ذلك و لاتتغافلوا عن الجهاد في سبيل الله.
قال: فنكس القوم رؤوسهم إجلالا و إعظامالغزو الفرس، (3) فوثب أبو