السابقة حاشية رقم 6. و انظر مسند أحمد 4/ 195-196
الوباء الحظ الأوفر، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ. 3: 26
ذكروفاة معاذ و ولده عبد الرحمن
قال: ثم انصرف معاذ بن جبل إلى منزله فإذابابنه قد نزل به الطاعون، فلما نظر إليهمعاذ على تلك الحالة (1) قال: يا بني!الْحَقُّ من رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ منالْمُمْتَرِينَ 2: 147، فقال عبد الرحمن: ياأبة سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ الله منالصَّابِرِينَ 37: 102 (1). قال: ثم مات عبدالرحمن بن معاذ رحمة الله عليه، فأمربغسله و كفنه و حنوطه، ثم صلى عليه و دفنه.
فلما رجع إلى منزله نزل به ما نزل بابنه منالطاعون، فسقط على فراشه، فجعل المسلمونيختلفون إليه و يدعون له بالسلامة والعافية و يخافون عليه من الموت، فكان لايدخل عليه قوم منهم إلا و عظهم و قال: أيهاالناس! اعملوا و أنتم (2) تستطيعون العمل (2)من قبل أن تتمنوا العمل فلا تجدون إلى ذلكسبيلا، أيها الناس! أنفقوا مما عندكم ليوممعادكم من قبل أن تهلكوا و تذروا ذلك كلهميراثا، و اعلموا أنه ليس لكم من أموالكمإلا منا أكلتم فأفنيتم، و لبستم فأبليتم،و أنفقتم و أعطيتم ما مضيتم، و ما سوى ذلكفللوارثين.
قال: فقال رجل من الصحابة: يا أبا عبدالرحمن رحمك الله! عظني (3) موعظة لا أحتاجفيها إلى غيرك، فقد علمت أني لا أذهب إلىأحد مثلك، قال:
فنظر إليه معاذ و قال: يا هذا! إن صلحاءالمسلمين كثير، و لن يضيع الله عزّ و جلّأهل هذا الدين، و لكن خذ عني ما آمرك، كن منالصائمين بالنهار، القائمين بالليل،المستغفرين بالأسحار، الذاكرين اللهكثيرا على كل حال، و لا تشرب الخمر، [و لاتزنينّ ] و لا تعق والديك، و لا تأكل مالاليتيم، و لا تقذف المحصنات، و لا تفرّ منالزحف، و لا تأكل الربا، و لا تدع الصلاةالمكتوبة، و لا تمنع الزكاة المفروضة، وصل رحمك، و كن بالمؤمنين رحيما [و لا تظلممسلما، و حج، و اعتمر، و جاهد] (4)، فإذافعلت ذلك فأنا زعيم لك بالجنة.
(1) سورة آل عمران: 60.
(2) عند الأزدي ص 269 و أنتم في مهلة و حياة، وفي بقية من آجالكم.
(3) الأزدي: علمني شيئا ينفعني الله بك قبلأن تفارقني فلا أراك و لا تراني، و لا أجدمنك خلفا، ثم لعلي أن أحتاج إلى سؤال الناسعما ينفعني بعدك.
(4) ما بين معكوفتين زيادة عن الأزدي.