الشام فإن يزيد بن أبي سفيان مريض هناك وأخشى إن هو مات أن تضطرب الأحوال.
فالرأي هو أن تعود إلى الشام بأسرع مايمكن و لا تبق في الجزيرة أكثر مما بقيت والسلام.
و حين وصل خطاب أمير المؤمنين عمر إليه،دعى عتبة بن فرقد السلمي و عينه واليا علىجملة بلاد الجزيرة و جعل تحت إمرته أربعةآلاف فارس ثم اتجه ببقية الجيش إلى الشام وحين وصل إلى حمص غلب عليه المرض ثم انتقلإلى رحمة الله (1). و رووا أن ذلك اليوم الذيمات فيه عياض لم يكن يملك سوى فرسين اثنتينو جملا وضع عليه حوائجه و لم يجدوا فيثيابه و أمتعته دينارا واحدا. مع كل تلكالنعم و الأموال التي عادت إليه من الجزية.لقد تصدق بها كلها و لم يترك شيئا رحمةالله عليه.
رسالة يزيد بن أبي سفيان إلى أميرالمؤمنين عمر رضي الله عنه
ثم بعد أن تم فتح الجزيرة و وفاة عياض بنغنم (2)، ازداد المرض على يزيد، و إذ رأى هذهالحال كتب إلى عمر أمير المؤمنين رسالةبهذا المضمون (3).
بسم الله الرحمن الرحيم ....
بعد تقديم حقوق أمير المؤمنين، ليعلم بأنيزيد بن أبي سفيان يكتب هذه الرسالة و لايظن أنه سيكتب رسالة بعدها لأنه مريض جدا،جزاك الله عنا خيرا و جمعنا بك في جناتالنعيم. و قد أشرفت على نهايتي فليعيّنأمير المؤمنين شخصا صالحا لقيادة الجيش وإدارة البلاد و السلام عليك. و هذا آخرسلام يرسله إليك يزيد من دار الدنيا.
ثم أرسل الرسالة مع شخص و أوصاه بأن يسعىجهده لكي يوصل هذه الرسالة
(1) و ذلك سنة 20 (فتوح البلدان ص 180 تاريخخليفة ص 147).
(2) كذا بالأصل، و قد مات يزيد بن أبي سفيانسنة 18 في طاعون عمواس (قاله خليفة تاريخ ص138 و البداية و النهاية 7/ 109 و زعم الوليد بنمسلم أنه توفي سنة 19 بعد ما فتح قيسارية. وعلى كل حال فيكون موته قبل موت عياض بن غنمو ليس بعده).
(3) نسخة الكتاب في الوثائق السياسية.وثيقة رقم 357/ ك، ل ص 493.