ذكر أمر مسيلمة الكذاب و ما كان من حروبهمع خالد بن الوليد و المسلمين
قال: و أقام خالد بن الوليد بالبطاح من أرضبني تميم بعد قتل مالك بن نويرة ينتظر أمرأبي بكر رضي الله عنه (1). و جعل مسيلمة بنحبيب الكذاب يعلو أمره باليمامة يوما بعديوم و يقول لقومه بني حنيفة: أريد أنتخبروني بما ذا صارت قريش أحق بالنبوة والإمامة منكم، و الله! ما هم بأكثر منكم ولا أنجد، و إن بلادكم لأوسع من بلادهم، وأموالكم أكثر من أموالهم، و إن جبريل عليهالسلام ليأتيني في كل يوم بالذي أريده منالأمور، و ينزل عليّ كما كان ينزل على محمدبن عبد الله من قبلي، و بعد فهذا الرحّالبن نهشل (2) و محكم بن الطفيل و هما من ساداتأهل اليمامة فسلوهما هل يشهدان لي بأنمحمد بن عبد الله قد أشركني في نبوته قبلوفاته (3). قال: فأقبل قوم من أشراف بنيحنيفة إلى الرحّال (2) بن نهشل و محكم بنالطفيل فقالوا لهما: إن مسيلمة بن حبيب قدادّعى النبوة بين أظهرنا منذ كذا و كذا وقد زعم لنا أنكما تشهدان له بأن محمد بنعبد الله قد أشركه في نبوته قبل وفاته وأنتما عندنا شيخان صادقان فما الذيعندكما؟ قال الرحّال (2) بن نهشل: صدقمسيلمة في قوله، أنا أشهد أن محمد بن عبدالله قد أشركه في نبوته قبل وفاته (3)، و قالمحكم بن الطفيل: و أنا أشهد بذلك. قال:فعندها تسارع الناس إلى مسيلمة و آمنوابنبوته إلا القليل منهم.
(1) في الطبري: أنه لما بلغ أبا بكر خبر مالكبن نويرة و ما أقدم عليه خالد بن الوليدكتب إليه أن يقدم عليه، ففعل، فأخبرهخبره، فعذره و قبل منه، و عنفه في التزويجالذي كانت تعيب عليه العرب من ذلك. (3/ 278- 279و الأغاني 15/ 301- 302).
(2) كذا بالأصل، و هو الرجال بن عنفوة بننهشل (و قيل هو الرحال بالحاء) و اسمه نهار(عن ابن الأثير) و كان قد أسلم في قومه بنيحنيفة و هاجر إلى النبي (ص) و قرأ القرآن، وفقه في الدين، فبعثه معلما لأهل اليمامة وليشغب على مسيلمة فكان أعظم فتنة على بنيحنيفة من مسيلمة.
(3) و كان مسيلمة قد تنبأ سنة عشر، و كان كتبإلى رسول الله إني أشركت معك، فلك نصفالأرض، ولي نصفها، و لكن قريش قوم لايعدلون. فكتب إليه رسول الله (ص): من محمدرسول الله إلى مسيلمة الكذاب: أما بعد فإِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها منيَشاءُ من عِبادِهِ، وَ الْعاقِبَةُلِلْمُتَّقِينَ. 7: 128