النخعي و أعطاه ألف فارس و أرسله إلىناحية «آمد» و «ميافارقين».
مسير الأشتر النخعي نحو «آمد» و«ميافارقين»
و حين وصل مالك مع الجيش إلى آمد (1) تبين لهأن القلعة حصينة جدا فأخذ يفكر بالأمر و أنمقامه سيطول هناك. و لما اقترب من آمد وعاين بنفسه قوة الحصن، أمر الجيش بأنيكبروا معا تكبيرة واحدة بأعلى صوت. فخافأهل آمد و تزلزلت أقدامهم و ظنوا أنالملمين يبلغون عشرة آلاف و أنهم لا قبللهم بحربهم فأرسلوا شخصا إلى الأشترفأجابهم الأشتر إلى الصلح و تقرر أنيدفعوا خمسة آلاف دينار نقدا و على كل رجلأربعة دنانير جزية و رضي حاكم البلد بهذاالصلح و فتحوا الأبواب و دخلها المسلمونصباح يوم الجمعة، فطافوا فيها ساعة ثمخرجوا و أقاموا على بوابة البلدة. و بعد أنقبض الأشتر المال اتجه نحو «ميافارقين» (2)و لما وصل إليها أرسل إليه بطريق البلد ويسمى فطوس (3). أرسل شخصا إلى الأشتر يلتمسالصلح على أن يدفع ثلاثة آلاف دينار نقدا والجزية المقررة فصالحه الأشتر على ذلك وكتب له عهدا (4). و بعد ما قبض المال سار إلىعياض الذي كان مشغولا بحصار نصيبين و سلمهالأموال التي قبضها.
تدبير عياض بن غنم لفتح مدينة نصيبين
بعد ما مرّ عام كامل على محاصرة نصيبيندون أن يتيسر فتحها (5)، أخذ عياض في مشاورةرؤساء الجيش حول هذا الأمر فتقدم رجل منالمسلمين ممن كانوا تحت
(1) آمد: من مدن ديار بكر. قال في معجمالبلدان: فتحت في سنة عشرين و سار إليهاعياض بن غنم بعد ما افتتح الجزيرة فنزلعليها و قاتله أهلها ثم صالحوه عليها علىأن لهم هيكلهم و ما حوله و على أن لا يحدثواكنيسة و أن يعاونوا المسلمين و يرشدوهم ويصلحوا الجسور، فإن تركوا شيئا من ذلك فلاذمة لهم. (و انظر في فتحها فتوح الشامللواقدي 2/ 157- 158).
(2) ميافارقين: أشهر مدن ديار بكر.
(3) في فتوح الشام للواقدي 2/ 161 اسلاغورس.
(4) في معجم البلدان: يقال إنها فتحت عنوة وقيل صلحا على خمسين ألف دينار على كل محتلمأربعة دنانير- و قيل دينارين- و قفيز حنطة ومد زيت و مد خل و مد عسل و أن يضاف كل مناجتاز من المسلمين ثلاثة أيام.
(5) كذا. و انظر ما مرّ في ذلك. و هذا الخبرذكره ياقوت في معجم البلدان- باختلاف- أنذلك كان يوم فتح المدينة أنو شروان ملكالفرس.